سورة النّساء
[مدنيّة وهي مائة وسبعون وست آيات في عدد
أهل الكوفة ، وسبع في عدد أهل الشام] (١)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (١) وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (٢)
____________________________________
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(١) (يا أَيُّهَا النَّاسُ) يا أهل مكّة (اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) آدم (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) حوّاء. خلقت من ضلع من أضلاعه. (وَبَثَ) أي : فرّق ونشر (مِنْهُما) ، (وَاتَّقُوا اللهَ) أي : خافوه وأطيعوه (الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ) أي : تتساءلون فيما بينكم حوائجكم وحقوقكم به ، وتقولون : أسألك بالله ، وأنشدك الله ، وقوله : (وَالْأَرْحامَ) أي : واتّقوا الأرحام أن تقطعوها (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) أي : حافظا يرقب عليكم أعمالكم ، فاتّقوه فيما أمركم به ونهاكم عنه.
(٢) (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) الخطاب للأولياء والأوصياء ، أي : أعطوهم أموالهم إذا بلغوا (وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ) من أموالهم الحرام [عليكم] (بِالطَّيِّبِ) الحلال من مالكم ، وهو أنّه كان وليّ اليتيم يأخذ الجيد من ماله ، ويجعل مكانه الرّديء (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) لا تضيفوها في الأكل إلى أموالكم إذا احتجتم إليها (إِنَّهُ) أي : إنّ أكل أموالهم (كانَ حُوباً كَبِيراً) أي : إثما كبيرا.