وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (١٨٤) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (١٨٥) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦) وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (١٨٧) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا
____________________________________
(وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ) أي : الهادي إلى الحقّ.
(١٨٥) (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ) أي : ظفر بالخير ، ونجا من الشّرّ (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) أي : العيش في هذه الدّار الفانية (إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) لأنّه يغرّ الإنسان بما يمنّيه من طول البقاء ، وهو ينقطع عن قريب.
(١٨٦) (لَتُبْلَوُنَ) لتختبرنّ أيّها المؤمنون (فِي أَمْوالِكُمْ) بالفرائض فيها (وَأَنْفُسِكُمْ) بالصّلاة والصّوم والحجّ والجهاد (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) وهم اليهود (وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) وهم المشركون (أَذىً كَثِيراً) بالشّتم والتّعيير (وَإِنْ تَصْبِرُوا) على ذلك الأذى بترك المعارضة (فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) من حقيقة الإيمان.
(١٨٧) (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ...) الآية. أخذ الله ميثاق اليهود في التّوراة ليبيننّ شأن محمّد ونعته ومبعثه ، ولا يخفونه ، فنبذوا الميثاق ولم يعملوا به ، وذلك قوله : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) أي : ما كانوا يأخذونه من سفلتهم برئاستهم في العلم (فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) قبّح شراؤهم وخسروا.
(١٨٨) (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ ...) الآية. هم اليهود فرحوا بإضلال النّاس ، وبنسبة النّاس إيّاهم إلى العلم ، وليسوا كذلك ، وأحبّوا أن يحمدوا بالتّمسّك بالحقّ ،