كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٢١٦) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ
____________________________________
مال عظيم ، فسأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما ذا ننفق من أموالنا؟ وأين نضعها؟ فنزلت هذه الآية. قال كثير من المفسرين : هذا كان قبل فرض الزكاة ، فلمّا فرضت الزّكاة نسخت الزّكاة هذه الآية (١).
(٢١٦) (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) فرض وأوجب عليكم الجهاد (وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) أي : مشقّة عليكم لما يدخل منه على النّفس والمال (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) لأنّ في الغزو إحدى الحسنيين ؛ إمّا الظفر والغنيمة ؛ وإمّا الشّهادة والجنّة (وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً) أي : القعود عن الغزو (وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) لما فيه من الذّل والفقر ، وحرمان الغنيمة والأجر (وَاللهُ يَعْلَمُ) ما فيه مصالحكم ، فبادروا إلى ما يأمركم به وإن شقّ عليكم.
(٢١٧) (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ) نزلت في سرية (٢) بعثها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقاتلوا المشركين وقد أهلّ هلال رجب وهم لا يعلمون ذلك ، فاستعظم المشركون سفك الدّماء في رجب ، فأنزل الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ) يعني : المشركين. وقيل : هم المسلمون (عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) أي : وعن قتال فيه (قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ) ثمّ ابتدأ فقال : (وَصَدٌّ) ومنع (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي : طاعته. يعني : صدّ
__________________
(١) انظر : ناسخ القرآن العزيز ص ٢٦ قال : وناسخها في براءة : إنما الصدقة للفقراء والمساكين الآية ٦٠.
وانظر : الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة ص ٢٠.
(٢) وهي سرية عبد الله بن جحش ، وقتلوا عمرو بن الحضرمي. انظر : ابن جرير ٢ / ٣٤٧ ؛ ودلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٣٠٨ ؛ وأسباب النزول ص ٩٩ ؛ ولباب النقول ص ٤١.