وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٠) كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (١٥٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ
____________________________________
إيّاكم إلى قبلة إبراهيم ، فتتمّ لكم الملّة الحنيفيّة (وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ولكي تهتدوا إلى قبلة إبراهيم.
(١٥١) (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ) المعنى : ولأتمّ نعمتي عليكم كإرسالي إليكم رسولا ، أي : أتمّ هذه كما أتممت تلك بإرسالي (رَسُولاً مِنْكُمْ) تعرفون صدقه ونسبه (يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا) يعني : القرآن ، وهذا احتجاج عليهم ؛ لأنّهم عرفوا أنّه أميّ لا يقرأ ولا يكتب ، فلمّا قرأ عليهم القرآن تبيّن لهم صدقه في النّبوّة (وَيُزَكِّيكُمْ) أي : يعرّضكم لما تكونوا به أزكياء من الأمر بطاعة الله تعالى.
(١٥٢) (فَاذْكُرُونِي) بالطّاعة (أَذْكُرْكُمْ) بالمغفرة (وَاشْكُرُوا لِي) نعمتي (وَلا تَكْفُرُونِ) أي : لا تكفروا نعمتي.
(١٥٣) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا) على طلب الآخرة (بِالصَّبْرِ) على الفرائض ، (وَالصَّلاةِ) وبالصّلوات الخمس على تمحيص الذّنوب (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) أي : إنّي معكم أنصركم ولا أخذلكم.
(١٥٤) (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ) نزلت في قتلى بدر من المسلمين (١) ، وذلك أنّهم كانوا يقولون لمن يقتل في سبيل الله : مات فلان وذهب عنه نعيم الدّنيا ، فقال الله تعالى : ولا تقولوا للمقتولين في سبيلي هم أموات (بَلْ) هم
__________________
(١) وهذا قول الكلبي ، كما ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره بحر العلوم ١ / ٥١١ ؛ وذكره المؤلف في الأسباب ص ٧٨ ، ولم ينسبه.