أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٢١) يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٢٢) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (١٢٣) وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١٢٤) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ
____________________________________
(١٢٤) (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ) اختبره ، أي : عامله معاملة المختبر (بِكَلِماتٍ) هي عشر خصال : خمس في الرأس ، وهي : الفرق ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسّواك ، وقصّ الشّارب ، وخمس في الجسد ، وهي : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، والاستنجاء ، ونتف الرّفغين (١)(فَأَتَمَّهُنَ) أدّاهنّ تامّات غير ناقصات (قالَ) الله تعالى : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) يقتدي بك الصّالحون. فقال إبراهيم : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) أي : ومن أولادي أيضا فاجعل أئمة يقتدى بهم ، فقال الله عزوجل (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) يريد : من كان من ولدك ظالما لا يكون إماما ، ومعنى : (عَهْدِي) أي : نبوّتي.
(١٢٥) (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ) يعني : الكعبة (مَثابَةً لِلنَّاسِ) معادا يعودون إليه لا يقضون منه وطرا ، كلّما انصرفوا اشتاقوا إليه (وَأَمْناً) أي : مؤمنا ، وكانت العرب يرى الرّجل منهم قاتل أبيه في الحرم فلا يتعرّض له ، وأمّا اليوم فلا يهاج الجاني إذا التجأ إليه عند أهل العراق ، وعند الشافعيّ : الأولى أن لا يهاج ، فإن أخيف بإقامة الحدّ عليه جاز. وقد قال كثير من المفسرين : من شاء آمن ، ومن شاء لم يؤمن ، كما أنّه لمّا جعله مثابة ، من شاء ثاب ، ومن شاء لم يثب. (وَاتَّخِذُوا) أي : النّاس (مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ) وهو الحجر الذي يعرف بمقام إبراهيم ، وهو موضع
__________________
(١) وهذا قول ابن عباس. أخرجه ابن جرير ١ / ٥٢٤ ؛ وابن أبي حاتم ١ / ٣٥٩ ؛ والبيهقي ١ / ١٤٩ وورد في الحديث مرفوعا : عشر من الفطرة ، وذكرها. أخرجه مسلم في الإيمان رقم ٢٦١. وفي ظ : [ونتف الإبطين]. والرّفغ : أصل الفخذ.