لزيارة المشاهد الشريفة وأمر للعلويّين فيها بمال كثير ثمّ أمر بحفر النهر بأعالي الحلّة فحفر وسمّي النهر الغازاني وتولّى ذلك شمس الدين صواب الخادم السكورجي ثمّ سار إلى بغداد وعقد ضمان العراق على الملك إمام الدين يحيى القزويني البكري واستقلّ بالحكم.
أنشأ السلطان غازان للحلّة مكاناً دعاه دار السيادة وجعل وقفه يصل إلى الفقراء والمساكين من العلويّين وتصرّف غلّته في وظائفهم ومثل هذه الدار أنشئت في كلّ مدينة كبيرة.
في سنة ٧٠٣ هـ توفّي السلطان غازان فتولّى الملك بعده ولده محمّد خدا بنده (٧٠٣ ٧١٣ هـ) كان هذا السلطان أوّلاً على مذهب أهل السنّة ثمّ اعتنق مذهب الإمامية الإثني عشرية بمساعي العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف ابن المطهّر وذلك ما سنعرفه من المباحث الآتية.
ولغرض تبيان نظرية التأثر والتأثير الفقهي وبيان مفاصلها ينتظم الفصل مباحث وكما يأتي.
المبحث الأوّل
المسار التاريخي للمدرسة الفقهية في الحلّة
الحلّة وريثة بغداد كامتداد معرفي ، والحلّة وريثة النجف كامتداد تاريخي ، فكانت ما بين ذي وذي واسطة العقد ، حين أضحت مدرسة الحلّة ذات مرتكزات رصينة ومعالم واضحة.