في هذه الفترة سياسيّاً أصبحت الحلّة مركزاً علميّاً رئيسيّاً للتشيّع وصارت حوزة علمية كبرى(١).
أولاً ـ الحوزة العلمية الانتقالية في الحلّة :
في أواخر القرن السادس الهجري ، ضعفت الحركة العلمية في مدرسة النجف الأشرف بعوامل عديدة لعلّ من أهمّها :
١ ـ العامل المادّي وتمثّل بالعسر والضيق الذي أصاب سكّان النجف بمن فيهم علماء وطلاّب مدرستها وذلك لشحّة المياه وصعوبة التزوّد منها(٢).
٢ ـ العامل الاقتصادي ـ وتمثّل بغلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة خلال هذه الفترة الزمنية.
٣ ـ العامل الأمني ـ وتمثّل ذلك بتكرّر هجمات البدو الحجازيين على مدينة النجف في تلك الفترة ممّا أشاع الخوف والذعر بين سكّانها.
٤ ـ بروز الفقيه محمّد بن إدريس الحلّي (٥٤٣ ـ ٥٩٨ هـ) وهو من أهمّ العوامل وأنهضها حيث إنّ هذا الفقيه قد تخرّج من مدرسة النجف أدّى إلى أن يستقطب طلاّب العلم إليها فازدهرت مدرسة الحلّة ونبغ فيها جهابذة العلماء في الفترة الزمنية الممتدّة من أواخر القرن السادس الهجري وحتّى نهاية القرن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) التطوّر السياسي في قيادة الشرعية : ٤٦.
(٢) دائرة المعارف الأسلامية الشيعية ٣ / ٤٥١ ، مدرسة النجف وأبعادها العلمية والفكرية في العهد العثماني.