وخضعت لها قوى القبائل العراقية في ذلك العهد ومن الشواهد التاريخية على قوّتها أنّه قد نفي الشيخ الأكبر الشيخ المفيد إليها في فترة من الفترات الملتهبة ببغداد.(١)
لقد اهتمّت هذه الدولة بالشؤون الإدارية والعمرانية والثقافية فنشرت العدل في البلاد وكانت تحترم العلماء والأدباء وتجزل لهم في العطاء لذلك انتعشت الحركة العلمية في ظلّها ولقد أعادت إلى العراق هذه الدولة عزّته واستقلاله ووحدته بعد ما كان مقسّماً مشتّتاً مستعبداً بفعل السلاجقة وأذنابهم وكانت الحلّة في هذه الفترة مركزاً مهمّاً للأُسر العلمية الشيعية : آل البطريق ـ آل أبي نما ـ آل طاووس ـ آل المطهّر ـ آل معية.
لقد أنجبت كلّ أسرة العديد من القادة العلماء الميامين الذين كانوا لهم الأثر الكبير في خدمة مسيرة أهل البيت عليهمالسلام.
ومن ملوك هذه الدولة :
ـ سيف الدولة عليّ الأوّل.
ـ نور الدولة دبيس الثاني.
ـ عليّ الثاني.
وقد انقرضت هذه السلسلة على يد الأتابكة الزنكية ونتيجة لعمل الدولة المزيدية في الحلّة في خلق القاعدة الشعبية وتحرّك العلماء المحلّيّين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) جهود الشيخ المفيد الفقهية ومصادر استنباطه : ٢٤ التطوّر السياسي في القيادة الشرعية في عصر الغيبة الكبرى / مقال في مجلة دراسات وبحوث : ٤٥ العدد ٢.