دَارِ البَقاء ، فَهَالَني هذا النَّبأُ المُفزعُ ، وأَذنتُ للعَينِ أنْ تَسكبَ الدَّمعَ الغزيرَ بِسَخَاء غيرِ مُتناه لهذهِ النَّازلةِ الكُبرَى والخَطبِ الجَللِ ، وإذا أذنتُ لي أنْ أتقدَّم بتسلية ما ، قلتُ : إنَّ الذي يخلفُ علماً من الأعلام البشريَّة ، وبطلا من أبطالِ العِلمِ والفَضلِ والوَرَعِ والتُّقَى ، لا يُقالُ لهُ : قد ماتَ ، ولا يُمكنُ أنْ يُعدَّ في عدادِ المُتَوَفِّين ، لهذا فإنِّي أَدعُو وأَتَضَرَّعُ إلى الحقَّ جلَّ وعَلا أَنْ يُعوِّضَ الإسلامَ بكمْ عمَّا فقدوهُ ، ويُلهِمَنَا وإيَّاكُمْ الصَّبرَ الجزيلَ ، ويُدخل الفقيد فَسيحَ جِنانهِ ، وميادين رحمتِه الوَاسعةِ ، إنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلاّ باللهِ العظيم ، واِنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ.
|
(توقيع) بغداد ٦/١/١٣٥٠ |
عقبهُ :
أَعقَبَ عَلَمَينِ جَليلَينِ ، هُمَا : الشَّيخ أَحمد (ت ١٣٤٤هـ/١٩٢٦م)(١) ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وُلِدَ في النجف الأشرف سنة (١٢٩٢هـ) ، عالمٌ ومجتهد ، حَضَرَ على الحجَّتَين السيّد محمّد كاظم اليزدىّ ، والشيخ محمّد كاظم الخراسانىّ ، يُعَدُّ في طَليعَةِ الفُقَهَاءِ المُحَقِّقين ، تَصَدَّى للتَّدريس والبَحثِ ، ولهُ مُصنَّفَاتٌ ، منها (أحسن الحديث في أحكام الوصايا والمواريث) ، و (سفينة النجاة). ترجمتُهُ في : مَعَارف الرجال ١/٨٨ ـ ٩٠ ، مرآة الشرق ٢/٩٥٧ ، ماضي النجف وحاضرها ٣/١٢٧ ـ ١٣٠ ، طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ١/١١٢ ، نجوم السماء ٢/٢٨٢ ، معجم المؤلّفين ٢/١٩ ، معجم رجال الفكر والأدب ٣/١٠٣٦ ـ ١٠٣٧ ، فهرس التراث ٦٥٦.