لهذا الموقف الفاجع والرَّزِيَّة المُؤلِمَة ، وَشَيَّعَ النَّعشَ جَمْعٌ غفيرٌ مِنَ العلماء والأهالي ، ودُفِنَ ـ رضوان الله عليه ـ مِن يَومِهِ فِي مَقبَرَتِهِم المَعروفة بِمَحَلَّةِ (العمَارَة).
وأُقيمَتْ لهُ المآتمُ والفواتحُ ، ورَثَتهُ الشُّعَرَاءُ ، وأَبَّنَتهُ الخُطَبَاءُ بمَرَاث وكلمات طوال ، واستَمَرَّتْ مَجالسُ الفَاتِحَةِ والعَزَاءِ وقَصَائدُ الرِّثَاء ، ورسائل التعزية إلى أُخرَيَاتِ الشَّهْرِ(١).
ومِمَّنْ رَثَاهُ وأَرَّخَ وَفَاتَهُ السَّيِّدُ مشكورُ الطالقانىُّ(٢) بِقَولِهِ :
من [مجزوء الرمل]
يوم شَجو وَأَسىً |
|
قد دَهَى مِنْ خَطبه |
وقضى الشرع شَجىً |
|
نحبَه من نَحبِه |
فَعَلِيٌّ أَرّخوهُ |
|
(قمرٌ غابَ بِه) |
[١٣٥٠هـ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) عقود حياتي ١٣١ ، وفي مكتبة العلاّمة كاشف الغطاء / قسم الوثائق مجموعة من هذه الرسائل مرسلة إلى ولدهِ الشيخ محمّد الحسين.
(٢) مشكور بن محمود بن عبد الله بن أحمد الحسيني الطالقاني ، وُلِدَ في النجف الأشرف سنة (١٢٨٢هـ/١٨٦٥م) ، وتَعَلَّم على وَالدِهِ ، ثُمَّ حَضَرَ الأبحاثَ العاليةَ على عَمِّهِ وَآخَرِين ، كانَ راويةً للسِّيَرِ والتَّوارِيخ والأَنسَاب والتَّراجِم ، وكانَتْ دَارُهُ ملتقى العلماء والأدباء ، تُوُفِّيَ سنة (١٣٥٤هـ/١٩٣٥م). ترجمتهُ في : مستدرك شعراء الغري ٣/٢٨٠ ـ ٢٨٤.