أبواب الكتاب :
«لنا ملاحظتان :
إحداهما : إنّ المؤلّف حين ترجم لأصحاب كتب الحديث ، كانت ترجمته غاية في الإيجاز ، وما كنّا نطلب إسهاباً في دراسة شخصياتهم بقدر ما كنّا بحاجة إلى توسّع في دراسة كتبهم.
وأمّا الملاحظة الأخرى ، فهي تتعلق بردّه على الشيخ [أبو ريّة] إساءة الظنّ به ، وهذا ما لم نكن نتوقّعه من عالم يملك علماً وحجّة ومنطقاً ، فالشيخ أبو ريّة قال في إهدائه الكتاب لابنه : (ما قصدت بتأليفه إلاّ وجه الحقّ). وابنه في جوار الحقّ ، كما ختم [أبو ريّة] بحثه بقوله : (وما دام عملنا قد جعلناه خالصاً لوجه الله تعالى فإنّا لا نطلب عليه من غيره أجراً..)(١) وهذا يكفيك لحسن نيّة الشيخ أبي ريّة(٢) ، والله وحده يتولّى السرائر...»(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) قال في مفتتح الكتاب مخاطباً ولده مصطفى صادق ـ الذي سمّاه بهذا الاسم تيمّنا وتبرّكاً باسم حجّة العرب مصطفى صادق الرافعي ـ : فإليك يا ولدي العزيز أهدي هذا الكتاب الذي ما قصدت بتأليفه إلاّ وجه الحقّ الذي فطرك الله عليه ، وكنت دائماً تؤثره وتسكن إليه ، وخدمة العلم الذي أخلصت له نفسك ، وأفنيت فيه عمرك ، وجاهدت حقّ الجهاد في تحصيله ، وقضيت نحبك في سبيله.
(٢) إنّ كتابي هذا إنّما وضعته في الحقيقة ليكون دفاعاً عن الحديث المحمّدي ممّا ناله بفعل أعدائه وأوليائه على السواء ، وما بذلت ما بذلت من جهد ونصب سنين طويلة في سبيل تأليفه إلاّ من أجل هذه الغاية البعيدة وعلى ذلك أصبح الأمر بيني وبين الأزهر قضية تحتاج إلى تحكيم قضاة عادلين ، ليقضوا فيها بحكمهم النزيه. (شيخ المضيرة : ٣١).
(٣) مجلّة الأزهر العدد ٢٠٤ محرّم ١٣٨١هـ.