في المعاهد الأزهرية ، وقد استغرقت مدّة تأليفه خمسة عشرة سنة حتّى ظهر الكتاب في حلّته القشيبة ، وقد توالت عليه الانتقادات والردود بعد أن مضى على ظهور الأضواء حوالي عشرة أعوام! إذ إنّ تاريخ صدوره كان في سنة (١٩٥٨م) وقد طبع كتيّب الأزهريّين في الردّ عليه في سنة (١٩٦٧م) أي بعد تسع سنين من طباعة الكتاب! فأين كان شيوخ الأزهر بعد كلّ هذه المدّة من نقد الكتاب؟ وما سبب قيامهم بالنقد بعد انقضاء هذا الزمن الطويل(١)؟
هذا وبعد مرور هذه الفترة الزمنية فقد ردّ عليه من الأزهريّين وغيرهم من الشام والحجاز ومصر من الذين يزعمون أنّهم على شيء من الحديث والتاريخ ، حتّى وصلت الردود عليه ما يقارب العشرين كتاباً ومائة مقالة في نقد المؤلّف وكتابه.
ومن المؤسف والمدهش أنّك لم تجد في أيٍّ من هذه الكتب والمقالات ـ على كثرتها ـ دراسة قيّمة ولا نقداً موضوعيّاً يقوم على المنهج العلمي الحديث ، الذي يظهر حقّاً ، أو يصحّح خطأً ، أو يعدّل رأياً ، وكلّ ما فيها أنّها واجهت المؤلّف بكلِّ جارحة وعوراء من القول الرديء وقد بلغت من الرداءة والدناءة حدّاً حتّى قال فيها البعض من الأفضل أن تسمّى بقاموس الشتائم كما مرّ آنفاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وممّا يقتضي العجب أنّه لم يصادر كتابه ولم يفت أحد بتكفير المؤلّف كما هو دأب الأزهر وشيوخه. هذه شنشنة أعرفها من أخزم ولا ينبئك مثل خبير.