محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم»(١).
٣ ـ وجادلهم بالتي هي أحسن :
إنّ علماء العامّة تعتمد في دراساتها للحديث على مصادرها فقط ولا تراجع مصادر أخرى غيرها ، وقليلا ما تجد أحداً من علماء السنّة ينقل عن كتب الشيعة ، ولذلك فإنّك نادراً ما ترى كتاباً من كتب الشيعة في مكتباتهم لا في الحجاز ولا في مصر ولا في الشام ولا في غيرها من البلاد الإسلامية ، وإذا أراد أحدٌ منهم أن ينقل كلمة من أعلام الشيعة يرمونه بالتشيّع ويقولون : إنّه يأتينا بكلام لا نعرفه ، ولا نثق به! فنرى من بين القوم أناساً كانوا يستمعون صولة الحقّ فيحقّقون وينقّبون ولا يبالون حتّى تنكشف لهم حقيقة الأمر فأولائك هم (الّذِيْنَ يَسْتَمِعُوْنَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُوْنَ أَحْسَنَهُ)(٢) وكان الأستاذ أبي ريّة منهم وهو من أقدم السائرين في ذلك النهج ، إذ تراه يتعامل مع كتب الشيعة تعاملا علميّاً بكلّ أدب وإجلال ، وفوق ذلك كلّه كان يحرّض الناس على قراءة كتب الشيعة والاستفادة منها ، كما أنّه كتَب على بعضها مقدّمة نفيسة تحكي عن تبحّره وسيطرته على التاريخ والحديث.
هذا وهنا قائمة بأسماء كتب الشيعة التي نقل الشيخ أبو ريّة عنها في كتبه أو كان يثني عليها في مقالاته في المجلاّت المصرية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) شيخ المضيرة : ٣٠٩.
(٢) الزمر : ١٨.