مُسقطات الثواب والعقاب :
استمرّ البحث حول أحكام الفاسق المرتكب للمعاصي ـ حسب تعريف المرتضى للفاسق والفسق ـ ، أو المرتكب للكبيرة ـ حسب تعريف المعتزلة ـ ، فكانت أحد الأبحاث المهمّة التي تطرّق اليها المتكلّمون في هذا المجال هي كيفية سقوط العقاب عنه.
ومن الواضح أنّ البحث عن سقوط العقاب عن الفاسق يشمل ـ وفقاً لرأي المرتضى ـ سقوطه في الدنيا والآخرة ، أي يمكن الحديث عن سقوط العقاب عنه في الدنيا لأمور يفعلها فيها كالتوبة ، كما يمكن الحديث عن ذلك في الآخرة لأمور تحصل له فيها كالشفاعة ، إلاّ أنّ بحث سقوط العقاب يختصّ حسب رأي المعتزلة بحالة الدنيا فقط ؛ وذلك لأنّهم حكموا بخلود الفاسق في النار إذا مات من دون توبة ، وهذا يعني عدم إمكان سقوط العقاب عنه في الآخرة بأيّ حال من الأحوال.
ومهما يكن من أمر ، فقد استعرض المتكلّمون مجموعة من الأمور المسقطة للعقاب ، ولكن قبل التعرّض لها ينبغي الإشارة إلى مسقطات الثواب ؛ لوجود ارتباط وثيق بين البحثين ، وذلك كما يلي :
١ ـ مُسقطات الثواب :
رفض الشريف المرتضى ـ ناسباً ذلك إلى الإماميّة ـ أن يَسقط الثواب