وقد قيل : المراد : أأمنتم من في السماء أمره وآياته ورزقه ؛ والسماء أيضاً سقف البيت ، والمطر ، ويقال لظهر الفرس : سماء ؛ كما يقال لحوافره أنّها أرض.
وكلّ معاني السماء ترجع إلى معنى الارتفاع والعلوّ والسموّ.
أقول : ويحتمل أنّه أراد بـ : (من في السماء) الملائكة يخسف إذا أمرها الله بذلٍّ وغير ذلك.
٢٤ ـ تأويل خبر
روى أبو (١) صالح الحنفيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «رأيت النبيّ صلى الله عليه وآله في المنام وأنا أشكو إليه ما لقيت من أمّته من الأود واللّدد».
الجواب : الأود هو الميل ، قال ثعلب : الأود إذا كان من إنسان في رأيه وكلامه فهو عَوَج بفتح العين ؛ وإذا كان في الشيء المنتصب كالعصا ، فهو عِوَج بالكسر ؛ وهذا قول الناس كلّهم إلاّ أبا عمرو الشيبانىّ ؛ فإنّه قال : العوج ، بالفتح : المصدر. وبالكسر : الاسم.
وأمّا اللّدد ؛ فهو الخصومات ، قال ثعلب : يقال : رجل ألدّ ، وقوم لُدّ ، إذا كانوا شديدي الخصومة ؛ ومنه قوله : (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصام)(٢).
__________________
(١) ر : (أبو).
(٢) البقرة : ٢٠٤ ؛ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما في قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ).