تقليد أهل الضلال ، وإنّما خصّ الأبوين لما ذكره السيّد رحمه الله.
٢٣ ـ تأويل خبر
إن سأل سائل عن تأويل ما رواه يسار عن معاوية بن الحكم ، قال : قلت : يا رسول الله ، كانت لي جارية ترعى غنماً لي ، فذهب الذئب بشاة ، وأنا رجل من بني آدم ، آسف كما يأسفون ، لكنّي غضبت فصككتها صكّة ، قال : فعظم ذلك على النبيّ ، ثمّ قلت : يا رسول الله ؛ أأعتقها؟ قال : (ائتني بها) ، فأتيته بها فقال لها : (أين الله؟) فقالت : في السماء ، قال : (من أنا)؟ قالت : أنت رسول الله ، فقال : «اعتقها فإنّها مؤمنة».
الجواب : أمّا قوله : (آسف كما يأسفون) فمعناه أغضب كما يغضبون. والأسف أيضاً الحزن ؛ وقوله : (ولكنّي غضبت فصككتها) أراد لطمتها ؛ قال تعالى : (فَصَكَّتْ وَجْهَها)(١).
وقولها : (في السماء) ؛ فالسماء هي الارتفاع والعلوّ ، فمعنى ذلك أنّه تعالى عال في قدرته ، عزيز في سلطانه ، لا يبلغ ولا يدرك. يقال : سما فلان يسمو سموّاً ، إذا ارتفع شأنه وعلا أمره ، قال تعالى : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ)(٢) فأخبر بقدرته وسلطانه وعلوّ شأنه ونفاذ أمره.
__________________
(١) الذاريات : ٢٩ ؛ (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ في صَرَّة فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقيمٌ).
(٢) الملك : ١٦ ، ١٧ ؛ (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً).