وذهب الشريف المرتضى على أنّ المؤمن يستحقّ الثواب الدائم الأبدي ، واستدلّ على ذلك بالإجماع(١) ، والذي يظهر منه أنّه إجماع الأمّة ، وهو يعني أنّ المعتزلة يشتركون معه في ذلك.
وأمّا رأيه في الصغائر والكبائر ـ وقد تقدّم أنّ ارتكاب الكبائر عنده لا يُخرج المؤمن من الإيمان ـ فقد ذهب إلى أنّها يمكن أن تزول بعفو مَن بيده العفو ، وهو الله تعالى. وأمّا فكرة زوال أثر المعاصي بواسطة الطاعات فهو أمر مرفوض عنده كما سوف يأتي خلال البحث إن شاء الله تعالى.
الموافاة على الإيمان :
ذكر الشريف المرتضى عند حديثه عن الإيمان والمؤمن شرطاً للإيمان ، وهو شرط : (الموافاة على الإيمان).
ولتوضيح هذا الشرط ينبغي الإشارة إلى أساسه الذي ابتنى عليه ، فقد وجد المرتضى أنّ هناك إجماعاً على أنّ الإيمان يُستحقّ عليه الثواب الدائم الأبدي ، كما أنّ هناك إجماعاً آخر على أنّ الموت على الكفر يُستحقّ به العقاب الدائم الأبدي ، وعلى هذا إذا كفر المؤمن بعد إيمانه ومات على الكفر صار مستحقّاً للثواب والعقاب الدائميَّين الأبديَّين!!
لكنّ هناك إجماعاً ثالثاً دلّ على أنّ الإنسان لا يستحقّ الثواب والعقاب
__________________
(١) الذخيرة ، ص٥٢١.