تعالى : (وَالّذِيْنَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا مَا لَكُمْ مِن وَلاَيَتِهِمْ مِن شَيء حَتّى يُهَاجِرُوا)(١) ، فقد دلّت هذه الآية على أنّهم مؤمنون وإن لم يهاجروا(٢).
أحكام أصحاب الأسماء :
تعرّض المتكلّمون عامّة ومنهم الشريف المرتضى إلى البحث عن مصير وحُكم أصحاب الأسماء المتقدّمة ، أي اسم : المؤمن ، والكافر ، والفاسق ، فما هو مصيرهم ، وهل ينتهون إلى النعيم الباقي ، أو العقاب الدائم ، أو يُعفى عنهم؟ وغير ذلك من تساؤلات نستعرضها في ما يلي بشيء من الاختصار :
أوّلاً : حكم المؤمن
رأى المعتزلة أنّ المؤمن يستحقّ لأجل إيمانه المدح والتعظيم والموالاة(٣) ، ولو كان مرتكباً لبعض المعاصي الصغيرة ـ لا الكبيرة ، لأنّ ارتكاب الكبائر يخرجه من الإيمان كما تقدّم ، فالمؤمن عندهم لا يرتكب من الذنوب إلاّ الصغائر ـ فيمكن أن تسقط بواسطة الطاعات التي عملها ، فلو كانت طاعاته أكثر من معاصيه فسوف يزول أثر المعاصي بواسطة تلك الطاعات(٤).
__________________
(١) الأنفال ، الآية ٧٢.
(٢) الذخيرة ، ص٥٤٣.
(٣) شرح الأصول الخمسة ، ص ٤٧٤.
(٤) شرح الأُصول الخمسة ، ص٤٣٤.