وخامسها : أن يكون البيوت كناية عن النساء ، ويكون المعنى : وأتوا النساء من حيث أمركم الله ، والعرب تسمّي المرأة بيتاً ؛ قال الشاعر :
.............................. |
|
أكبر غيّرني أم بيت(١). |
أراد بالبيت : المرأة.
وممّا يمكن أن يكون شاهداً لجواب أبي عليّ وأبي عبيدة قول الشاعر :
لا أدخل البيت أحبو من مؤخّره |
|
ولا أكسّر في ابن العمّ أظفاري |
يحتمل أن يريد : إنّي لا آتي الأمور من غير وجهها ، ويحتمل أيضاً أنّي لا أطلب الخير إلاّ من أهله ، ويحتمل وجهاً آخر ؛ وهو أن يريد أنّني لا أقصد البيت للرّيبة والفساد ، لأنّ من شأن أولئك أن يعدل عن أبوابها طلباً لإخفاء(٢) أمره.
أقول : ويحتمل أنّه أراد : ليس من البرّ أن تقدّموا المفضول على الفاضل كما جرى مع أبي بكر وعليّ عليه السلام ، ولكنّ البرّ من اتّقى وأمّا البيت من بابه عليّ أتى الأمر من وجهه ، وهو تقديم الفاضل على المفضول ، ومنه : (أنا مدينة العلم وعليّ بابها). ويجب أن يدخل في الدين من بابه وهو عليّ لا من غيره ، فإنّ من دخل البيت من غير بابه سمّي سارقاً.
__________________
(١) قد أورده أبو علي القالي بدون عزو إلى أحد ، وإنّما قال : قال الراجز :
ما لي إذا أنزعها صأيت |
|
أكبر غيّرنى أم بيت |
(الأمالي : ٣٢) وصأيت : صحت.
(٢) ر : (للإخفاء).