حصل على رئاسة الدنيا .. العلم مع العمل الكثير ، والمواظبة على تلاوة القرآن ، وقيام اليل ، وإفادة العلم».
وقد روي في تقييم الشاعر أبي العلاء المعرّي للمرتضى .. أنّه لمّا خرج من العراق سُئل عن السيّد الشريف المرتضى ، كيف وجده؟ فقال في جوابه لسائله :
يا سائلي عنه لمّا جئت تسأله |
|
ألا وهو الرجل العاري من العارِ |
لو جئته لرأيت الناس في رجل |
|
والدهر في ساعة، والأرض في دارِ(١)! |
وهكذا نجد شريفنا المرتضى ملك مجامع القلوب بحكمته الناجحة وسجاحة خلقه الراجحة ، وفرض مكانته دون سطوة وسلطان ، وبلغ بمسؤوليّته إلى ساحل الأمان ، وهو يعيش عصره العلمي الذي عرف في صفحات التاريخ بالعصر الذهبي للدولة العبّاسية ، حيث ازدهرت أصقاع المعمورة الإسلامية آنذاك بروّاد العلم في القرنين الرابع والخامس الهجريّين ، وكثرت بها المدارس وانعقدت بها حلقات الدروس حتّى عادت بغداد عاصمة الدولة الإسلامية محطّاً لرحالهم ومبلغاً لآمالهم ، لقد لمعت في سماء مجد العالم الإسلامي أعلام وأمجاد لم ير التاريخ آنذاك مثيلا لهم في الأمم المعاصرة لها والغابرة عنها ، وهاهم ثلّة من أعلام ذاك الزمان وأعاظمهم في شتّى العلوم المعاصرين لشريفنا المرتضى ممّن كانوا قبله أو في أيّامه أو بعده
__________________
(١) لسان الميزان : ٤ / ٢٢٣.