الاختلاف والافتراق ، إليه فزع علماؤنا ، وأخذ عنه عظماؤنا ، صاحب مدارسها وجامع شاردها وآنسها ، ممّن سارت أخباره وعرفت بها أشعاره ، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره ، وتواليفه في أصول الدين ، وتصانيفه في أحكام المسلمين ممّا يشهد أنّه فرع تلك الأصول ، ومن أهل ذلك البيت الجليل»(١).
في جامع الأصول قال ابن الأثير : «إنّ مروّج المائة الرابعة بقول فقهاء الشافعية هو أبو حامد أحمد بن طاهر الأسفرايني ، وبقول علماء الحنفية أبو بكر محمّد بن موسى الخوارزمي ، وباعتقاد المالكيه أبو محمّد عبد الوهّاب ابن نصر ، وبرواية الحنبلية هو أبو عبد الله الحسين ابن علي بن حامد ، وبرواية علماء الإمامية هو الشريف المرتضى الموسوي»(٢).
في تتمّة يتيمة الدهر قال الثعالبي : «قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم ، وله شعر في نهاية الحسن»(٣).
وفي لسان الميزان نقل ابن منظور هذا القول : «قال ابن طيّ : هو (الشريف المرتضى) أوّل مَن جعل داره دار علم ، وقدّرها للمناظرة ، وكان قد
__________________
(١) مرآة الجنان : ٣ / ٤٤.
(٢) جامع الأصول : ١١ / ٣٢٣.
(٣) يتيمة الدهر : ٥ / ٦٩.