الصفحه ٣٥٠ : ألاّ
يَكونَ اللّهُ يَسمَعُ ما أقُولُ(١)
أراد يجيب ما أقول.
وهنا وجه آخر يكون
الصفحه ٣٥٥ : الجواب قوله تعالى : (لَيْسَ
لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ)
معطوفاً على قوله : (وَمَا النَّصْرُ إلاّ
مِنْ
الصفحه ٣٥٨ : تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ)(٢)
، ولا معنى لذلك إلاّ الأمر بترك إمساك اليد عن النفقة في الحقوق ؛ وترك الإسراف
الصفحه ٣٥٩ : ء ؛ لتمام الكلام.
ومنها
: أن يكون القول خرج مخرج الدعاء ؛ إلاّ أن
معناه التعليم من الله تعالى لنا والتأديب
الصفحه ٣٦١ : الإيمان
، فتصحّ(١)
إضافة الإخراج إليه لكون ما ذكرناه من جهته.
ألا ترى أنّه قد أضاف إخراجهم من النور إلى
الصفحه ٣٦٢ : ، وكما قال مخبراً
عن نوح : (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إلاّ فِراراً) (١).
فإن
قيل : كيف يشدّد عليهم في
الصفحه ٣٦٣ : يفعل ما علم أنّه واجب ألاّ يفعله ؛ إذا
تعلق بذلك ضرب من المصلحة ؛ كما قال حاكياً عن إبراهيم : (وَلا
الصفحه ٣٦٤ : منهم إلاّ ذبح أيّ بقرة
شاءوا ، من غير تعيين بصفة ، ولو أنّهم ذبحوا أيّ بقرة اتّفقت لهم كانوا قد امتثلوا
الصفحه ٣٦٥ : أوّل حرب وكانت
ثانية ؛ وإنّما جاز أن يقول : (بَيْنَ ذلِكَ) و (بين) لا يكون إلاّ مع اثنين أو أكثر
؛ لأنّ
الصفحه ٣٦٦ : القبيح قبيحة؟
وكيف يصحّ أن يبوء القاتل بإثمه وإثم غيره؟
وهل هذا إلاّ ما تأبونه من أخذ البريء بالسقيم
الصفحه ٣٧٣ : خبّرها آدم بتلك الأسماء صحّة قوله ، ومطابقة
الأسماء للمسمّيات ؛ وهي لم تكن عالمة بذلك من قبل ؛ وإلاّ
الصفحه ٣٨٣ : ء يكون حسناً ، ويكون سيّئاً ، والبلوى يستعمل في الخير
والشرّ ؛ إلاّ أنّ أكثر ما يستعمل البلاء (الممدود
الصفحه ٣٨٦ : ؛ فيكون كذباً ، فلا يستثنى هذا من الكذب إلاّ بالاستثناء الّذي
ذكره الله.
وقال غيره : إنّ المشيئة
الصفحه ٣٨٧ :
السّهو وفقد
__________________
(١) البقرة : ٢٨٦ ؛ (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها
لَها
الصفحه ٣٩٠ : اعْتَدى عَلَيْكُمْ)(٢)
، وقال الشاعر(٣)
:
أَلا لا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينا
فَنَجهَلَ