والزيدية ، والإمامية.
ـ أما الكيسانية فقالوا بإمامة علي عليهالسلام وبعده الحسن ، ثمّ الحسين
، ثمّ محمّد بن الحنفية ، وقالوا : إنّه الإمام المنتظر ، وهو مستقرّ في جبل رضوى
بقرب المدينة ، وبعضهم قدّموه على الحسن والحسين ، وبعضهم ساق الإمامة إلى ابنه أبي
هاشم ، وهم من الفرق المنقرضة. وسمّوا بالكيسانية نسبة إلى كيسان مولى المختار ، وقيل
هو لقب المختار.
ـ وأمّا الزيدية فقالوا بإمامة علي والحسن
والحسين وأثبتوها بالنص الجليّ ، وأثبتوا باقي أئمّتهم بعدهم بالنصّ الخفيّ ؛ وذلك
أنّ شرائط الإمامة عندهم كون الإمام عالماً بشريعة الإسلام ليهدي الناس إليها ولا يُضلّهم.
وزاهداً لكي لايطمع في أموال المسلمين ، وشجاعاً لئلاّ يفرّ في الجهاد مع المخالفين
فيظفروا على أهل الحق ، وكونه من أولاد فاطمة ، أعني من أولاد الحسن والحسين ، لقوله
(صلى الله عليه وآله) : «المهدي من ولد فاطمة» ، وكونه داعياً إلى الله تعالى وإلى
دين الحقّ ظاهراً ، يشهر سيفه في نصرة دينه ، قالوا : وقد نصّ النبيّ والأئمّة من بعده
: أنّ كلّ من استجمع هذه الشرائط الخمسة فهو إمام مفترض الطاعة ، وذلك هو النصّ الخفيّ
، ولم يوجبوا في الحسن والحسين الدعوة بالسيف ، لقوله (صلى الله عليه وآله) : «هما
إمامان ، قاما أو قعدا» ، ويجوّزون خلوّ الزمان عن الإمام ، وقيام إمامين في بقعتين
متباعدتين إذا استجمعا هذه الشرائط ، ولذلك لم يقولوا بإمامة زين العابدين ، لانّه
لم يشهر سيفه في الدعوة إلى الله تعالى ، وقالوا بإمامة زيد ابنه ؛ لاستجماع الشرايط
فيه ، وإليه