نُسبوا ، إذ فارقوا سائر الشيعة بقولهم بإمامته ، ولقّبوا باقي الشيعة بالرافضة ، إذ رفضوا زيداً.
والزيدية فرق كثيرة ، منهم الصالحية ، وهم لاينكرون خلافة الخلفاء الذين كانوا قبل عليّ ، لرضا عليّ بخلافتهم. ومنهم الجارودية. ومنهم السليمانية. وقيل : لهم فرق غيرها. وأكثرهم في الفروع متابعون لأبي حنيفة ، إلاّ في مسائل قليلة خالف أئمّتهم فيها(١).
ـ وأما الإمامية فالإمامة عندهم : رئاسة عامّة في أمور الدين والدنيا لشخص من الإشخاص ، أصالة ونيابة عن النبيّ ؛ لأنّها لطف يقرّب من الطاعة ويبعّد عن المعصية ، ويحفظ الشرع ، واللطف واجب عقلاً ، فتكون واجبة(٢).
واتفقوا على إمامة علي عليهالسلام بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ثمّ ساقوا الإمامة بعده إلى الحسن ابنه ، ثمّ إلى أخيه الحسين ، ثمّ إلى ابنه علي بن الحسين ، ثمّ إلى ابنه محمّد الباقر ، ثمّ إلى ابنه جعفر الصادق ، ثمّ إلى ابنه موسى الكاظم ، ثمّ إلى ابنه علي الرضا ، ثمّ إلى ابنه محمّد التقي ، ثمّ إلى ابنه علي النقي ، ثمّ إلى ابنه الحسن الزكي العسكري ، ثمّ ابنه محمّد المهدي المنتظر (سلام الله عليهم أجمعين) الذي سيظهر ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، وهو الثاني عشر من أئمّتهم ، ولذلك لقّبوا بالإثني عشريّة.
__________________
(١) انظر : قواعد العقائد ص٤٥٩ ـ ٤٦٠.
(٢) انظر : شرح جمل العلم والعمل ص١٩١ ، الذخيرة ص٤٠٩ ، المنقذ من التقليد ج٢ ص٢٣٥ ، قواعد المرام ص١٧٤ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت ص٢٠٢ ، كشف المراد ص٢٨٨ ، مناهج اليقين ص٢٨٩.