وإجماله ، وغاص في
بحار مقاله وقف على العجب من كثرة الاختلاف في أقواله ، وعدم التثبّت في الاستدلال
حقّ التثبّت ، وعدم شدّة الفحص للأحاديث حقّ التفحّص ، فإنّ من وقف على كتاب المنتهى [منتهى المطلب
في تحقيق المذهب] وجده يحذو فيه حذو
المعتبر ، ومن وقف على كتاب القواعد
[قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام] وجده غالباً يحذو حذو الشرائع ، والإرشاد يحذو حذو القواعد ، إلاّ أنّه سلك في
كلٍّ منها عمّا تقدّمها مسلك التلخيص والإيجاز.
وأخبرني الشيخ قدسسره إنّ جبريّات القواعد
كلّها منقولة من كتاب لبعض فضلاء العامّة.
ومن وقف على المختلف [مختلف الشيعة
إلى أحكام الشريعة] وجد فيه خللاً كثيراً
في الاستدلال ، وتساهلاً في تصحيح الأحاديث وأحوال الرجال.
ومن وقف على الخلاصة [خلاصة الرجال] وجدها تابعة إلى النجاشي غالباً ، ولفهرست الشيخ قليلاً إذا لم يكن
الرجل مذكوراً في كتاب
النجاشي ، إلاّ أنّه يزيد عليهما بالاضطراب والتناقض والمساهلة في كثير
من الموارد ، والتعارض.
وبالجملة فالرجل لا
يُنكر فضله الغزير ، ولا يخفى حاله على الصغير والكبير ، لكنّه كان رحمه الله من شدّة
حرصه على التصنيف واستعجاله في التأليف وحدّة نظره وفهمه وغزارة علمه لا يراجع وقت
جريان القلم أصول