فذلك قد كذّب الله بإخباره.
ثمّ قال الرجل : ناشدتك الله أيّها القاضي إذا جاءك خصمان وادّعى أحدهما على الآخر وأقام شهوداً وزكّى شهوده من تعتقد أنت وغيرك صدقه ثمّ لم تحكم له وكذّبت دعواه ورددت شهوده بعد التزكية فهل تكون قد كذّبتَ المزكّي وفعلت غير المشروع أم لا؟
قال : بلى لأنّ مع تزكية الشهود يجب الحكم بشهادتهم فمن لم يحكم بها يكون قد كذّب المزكّي وفعل غير المشروع.
قال الرجل : ما تقول يا مولانا القاضي في دعوى فاطمة عليها السلام عند أبي بكر نحلتها(١) من رسول الله صلّى الله عليه وآله فطالبها بالشهود فجاءت بعليّ والحسن والحسين وأمّ أيمن مع شهادة النبيّ صلّى الله عليه وآله لها أنّها من أهل الجنة(٢) فهل يكون قد كذّب الله ورسوله أم لا(٣)؟
فقال القاضي : أخرجوه عنّي فقد أفسد علينا ديننا ، وإيّاكم والتعرّض
__________________
(١) قال ابن الأثير في النهاية ٥ / ٢٩ ، النحلة : العطية والهبة ابتداءً من غير عوض ولا استحقاق.
(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٤٣ ، سنن الدارمي ١ / ٣٧ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١٨ ، فضائل الصحابة للنسائي : ٧٧ ، وانظر شرح إحقاق الحق ١٠ / ٤٣٩.
(٣) قضية فدك مفصّلة تناولها العديد بالبحث والتحليل منهم الجوهري في كتابه السقيفة وفدك ، ومنهم السيّد محمّد باقر الصدر في كتابه فدك في التاريخ ، وقد جمع روايات الباب محمّد حياة الأنصاري في كتابه أحاديث فدك في مصادر الفريقين.