جمع المغيرة وجوه الشيعة كعدي بن حاتم ومعقل بن قيس وصعصعة بن صوحان وغيرهم ، وكلٌّ رغب أن يخرج إليه ، ولكن معقل بن قيس قال له : «إنّك لا تبعث إليهم أحداً ممّن ترى حولك من أشراف المصر إلاّ وجدته سامعاً مطيعاً ، ولهم مفارقاً ، ولهلاكهم محبّاً ، ولا أرى أصلحك الله أن تبعث إليهم أحداً من الناس أعدى لهم ولا أشدّ عليهم منِّي ، فابعثني إليهم ، فإنّي أكفيكهم بإذن الله ؛ فقال : اخرج على اسم الله ؛ فجهَّز معه ثلاثة آلاف رجل»(١) كلّهم من شيعة عليٍّ عليهالسلام لشدّة عداوتهم للخوارج(٢) ، فلاحق المستورد في غير موضع ، واشتبكت معه فرسانه في غير مكان ، وفي نهاية المطاف قضى معقل على فلوله قرب المدائن ، إلاّ أنّه في أثناء المعركة اشتبك معه ، فاقتتلا قتالاً شديداً ، وبيد المستورد رمحه ، وبيد معقل سيفه ، فطعنه المستورد برمحه حتّى خرج السنان من ظهره ، وضربه معقل بالسيف على رأسه ، حتّى خالط السيف أم الدماغ فخرَّا ميّتين ، وكان ذلك في شهر شعبان سنة ثلاث وأربعين للهجرة(٣) ، وحدّد الذهبي وفاته بسنة اثنتين وأربعين ، ومن غرائبه قوله : «لا أعرفه ، وليست له صحبة»(٤) ؛ وهل مثل معقل لا يعرفه أحد!
__________________
(١) المصدر السابق ٤/١٤٤.
(٢) تاريخ الطبري ٤/١٤٣.
(٣) أنساب الأشراف ٥/١٦٨.
(٤) تاريخ الإسلام ٤/١٦٦ ، وتاريخ الطبري ٤/١٥٤ ، ١٥٨ ، وتاريخ مدينة دمشق ٥٩/٣٦٨ ، وأنساب الأشراف ٥/١٦٩.