٣ ـ المستنصر بأمر الله ، الذي توفّي عام (٦٤٠ هـ)(١).
٤ ـ المستعصم بالله ، الذي قتل على يد هولاكو عام (٦٥٦ هـ).
وبالغزو المغولي للعراق عام (٦٥٦ هـ) سقطت الدولة العبّاسية ، ووجد فقهاء الشيعة أنفسهم أمام تجربة جديدة لم تتح لهم من قبل ، وذلك بفضل الظروف الجديدة التي عصفت بعد سقوط الدولة العبّاسية ..(٢) ، ووجدوا أنَّ الخطر محدق بهم وبمدينتهم الحلّة وما جاورها من المدن التي لها قدسيتها ومكانتها الدينية ككربلاء والنجف والكوفة ، فما كان منهم إلاّ المبادرة بالقيام بخطوة سياسية لدرء الخطر عنهم كما في رواية العلاّمة الحلّي التي يقول فيها : «ولمّا وصل هولاكو إلى بغداد ، قبل أن يفتحها ، هرب أكثر أهل الحلّة إلى البطائح ، ولم يبق منها إلاّ قليل ، فكان من أُولئك القليل والدي يوسف بن المطهّر ، والسيّد مجد الدين بن طاووس ، والفقيه ابن أبي العزّ ، فأجمع رأيهم على مكاتبة هولاكو بأنّهم مطيعون ، وأنفذوا به شخصاً أعجميّاً ، فأنفذ السلطان إليهم فرماناً مع شخصين .. وقال هولاكو لهما قولا لهم : «إن كانت قلوبكم كما وردت كتبكم تحضرون إلينا «، فجاء الأميران ، فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي إليه الحال ، فقال والدي : إن جئت وحدي كفى؟ فقالا : نعم ، فأُصعد معهما ، فلمّا حضر بين يدي السلطان ـ وكان ذلك قبل فتح بغداد ـ فقال هولاكو : كيف قدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا ما يؤول
__________________
(١) نفس المصدر ١٢ / ٤٥٨.
(٢) المؤسّسة الدينية : ٧٥.