تستقرُّ على هيئة واحدة ، وخاصّة ما يتعلّق من ذلك بالنواحي التنظيمية للمجتمع ، وكافّة انشطته السياسية والاقتصادية والزراعية والصناعية ... وما يتّصل بالثروات العامّة ... وغيرها»(١).
ومن جهة أُخرى فإنَّ مبدأ ـ التعبّد الشرعي ـ المقتضي للجمود على النصّ ، معلوم الثبوت في باب العبادات فقط ، وأمّا في أبواب المعاملات بالمعنى الأعمّ ، فإنّ «التعبّد الشرعي» غير معلوم الثبوت.
ولهذا شهد تطوّراً وتوسّعاً في أبحاثه في هذا المجال ، ونظرة تأمّلية لقسم المعاملات من كتاب الشرائع للمحقّق ، أو الكتب الفقهية الموسوعية للعلاّمة ، تعطينا فكرة جيّدة عن سعة هذا التوسّع وعمقه الفقهي والاستدلالي.
سابعاً : تطوّر وعمق الفقه الاستدلالي :
لقد بلغ الفقه الاستدلالي قمّة ذروته العلمية في هذه المرحلة ، وذلك من خلال ما حقّقه المحقّق الحلّي ، والعلاّمة ، وفخر المحقّقين ، حيث جسّدت آثارهم الفقهية الاستدلالية العمق والدقّة والابتعاد الكامل عن منهج الفقه غير الإمامي(٢).
ومن الآثار العلمية المهمّة في مجال الفقه الاستدلالي في هذه المرحلة :
١ ـ تأليف المحقّق الحلّي لكتاب المعتبر الذي يعدّ ثاني كتاب استدلالي بعد كتاب المبسوط للشيخ الطوسي ، ذلك أنّ كتاب السرائر للشيخ ابن إدريس
__________________
(١) الاجتهاد والتجديد : ١٢٧.
(٢) مراحل تطوّر الاجتهاد ١٤ / ١٥٦ (بتصرف).