معرفته من أقوال غير الشيعة في المسائل الخلافية ، وأدلّة تلك الأقوال ، وطريقة المناقشة للأقوال ومحاكمة الأدلّة»(١). ولهذا يعدّ من كتب الفقه الخلافي.
٣ ـ كتاب ـ منتهى المطلب في تحقيق المذهب :
عرّفه في كتاب خلاصة الأقوال بقوله : «ذكرنا فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه ، ورجّحنا ما نعتقده بعد إبطال حجج من خالفنا فيه»(٢).
«وهذا يعني أنّ الكتاب من كتب الفقه المقارن : هدف المؤلّف من تأليفه أن يكون رائد الباحث الإمامي معرفة الحقّ في المسألة الفقهية ، وهذا لا يتأتّى إلاّ بوضع كتاب في الفقه المقارن»(٣).
والذي يبدو أنَّ السبب في بروز كتب الفقه المقارن في هذه المرحلة هو البعد النسبي عن عصر النصّ وامتداد عصر الغيبة الكبرى ، حيث ظهرت الاختلافات بين علماء الشيعة في حدود الأدلّة وخاصّة الروائية منها ، والتي يستند إليها في الاستنباط الفقهي من حيث دلالتها وسندها ، كذلك بروز مسائل وحالات مستحدثة تستوجب الإجابة عنها على ضوء القواعد العامّة ، فمن الطبيعي أن يبادر العلماء من أمثال العلاّمة رضياللهعنه إلى إغناء مجال البحث والاستنباط الفقهي بمثل هذه المؤلّفات القيّمة.
__________________
(١) تاريخ التشريع الإسلامي : ٣٧٢.
(٢) خلاصة الأقوال في معرفة الرجال : ١٤ مقدّمة المحقّق.
(٣) نفس المصدر : ٣٧٢.