الرياضيّات ، وعلم الهيئة
والفلك ، وعلم المنطق ، والفلسفة ، والكلام ، والنحو ، وغيرها من العلوم التي تخدم
المادّة الفقهية. وهذا ما نجده واضحاً في الآثار العلمية للخواجة نصير الدين الطوسي
، والعلاّمة الحلّي ، وآل طاووس.
المبحث الثاني : الفقه
والنشاط الفقهي الاجتهادي لحوزة الحلّة العلمية :
لقد شهد الفقه والنشاط الفقهي في هذا الدور
تطوّراً ملحوظاً ، فاق التطوّر الذي حصل في المراحل السابقة من حيث الكمّ أو من حيث
الكيف ، وهذا ما سوف نلاحظه في التراث الفقهي لمدرسة الحلّة العلمية إذ نلاحظ :
أوّلاً : الاستقلال وعدم
المحاكاة :
لقد لاحظنا في المرحلة السابقة حالة المحاكاة
التي ابتلي بها الفقه الشيعيّ من خلال مسايرته للفقه السنّي ، وهذه مسألة طبيعية في
سياق البدايات ؛ حيث إنَّ بداية انطلاق الفقهاء نحو التوسّع في الفقه الاستدلالي
والتفريعي ، ومحاولة إثبات سعة الفقه الشيعي ، بل تفوّقه على الفقه الآخر ، كانت بطبيعة
الحال تعتمد على شيء من المحاكاة ، وخاصّة في عناوين المباحث وأدلّتها بما يتناسب مع
الاتّجاه الأُصولي الشيعي.
والذي نلاحظه في هذه المرحلة وخاصّة في الفقه
المدوّن للمحقّق والعلاّمة رحمهماالله
هو رفع اليد عن حالة المحاكاة التي لاحظناها في