أوّلاً : في مجال أُصول
الفقه :
ممّا قام به الشيخ المحقّق الحلّي من دور
في سبيل تطوير مسيرة الفقه الإمامي تأليفه لكتابين في أُصول الفقه وهما المعارج والنهج
؛ وذلك ليواصل تنمية الفكر الأُصولي ، وتجلية وتنقيح القواعد الأُصولية.
وهذا الاهتمام الجادُّ بعلم الأُصول أدّى
إلى تنقيح مباحثه وإعادة النظر في تنظيمها ، والاستقلال في طرح المسائل الأُصولية
، بنحو مبتكر متميّز ؛ ليبتعد بذلك عن طريقة المحاكاة للمباحث الأُصولية عند العامّة.
وانعكس هذا الاهتمام على ميدان البحث والدرس
الأُصولي ، إذ نجد العلاّمة الحلّي وهو من تلامذة المحقّق ألّف أكثر من مؤلَّف أُصولي
وفي مستويات علمية مختلفة.
«وأثمر هذا الاهتمام بعلم اُصول الفقه نموّاً
كمّياً ونوعيّاً في بحوث ومسائل هذا العلم ، حتّى تجلّي في توظيف علم الأُصول في مباحث
الفقه الاستدلالي بشكل واضح ، كما أثمر تطوير بحوث الفقه المعاملي بشكل عام على أساس
القواعد العلمية التي شيّدت في علم الأُصول».
كذلك استطاع المحقّق ومن بعده العلاّمة من
تطوير وبلورة المفاهيم والمصطلحات الأُصولية ، وإضافة أو توضيح بعض القواعد الأُصولية.
__________________