قال عثمان : فوقع الايمان في قلبي ، فأتيت أبا طالب فأخبرته ، فقال : يا معشر قريش ، اتّبعوا ابن أخي ترشدوا ، ولئن كان صادقا أو كاذبا ، فانّه لا يأمر إلّا بمكارم الاخلاق. فلمّا رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله من عمّه اللين ، قال : « يا عمّ ، أتأمر الناس أن يتّبعوني وتدع نفسك ، وجهد عليه فأبى أن يسلم» (١) .
أقول : يعني في الظاهر نظرا إلى صلاح حفظ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإلّا فانّه كان من أول المسلمين وأفضلهم ، لوضوح أنّ هذا الكلام لا يصدر إلّا ممّن كان مسلما عن صميم القلب موقنا بصدق الرسول ، ولذا قدّم التصديق بقوله : ولئن كان صادقا أو كاذبا.
وعن ابن عباس : العدل : شهادة أن لا إله إلّا الله ، والاحسان : أداء الفرائض (٢) .
وفي رواية اخرى عنه : العدل : خلع الأنداد ، والاحسان : أن تعبد الله كأنّك تراه ، وأن تحبّ للناس ما تحبّ لنفسك ، فإن كان مؤمنا أحببت أن يزداد إيمانا ، وإن كان كافرا أحببت أن يصير أخاك في الاسلام (٣) .
وفي رواية ثالثة ، قال : العدل : هو التوحيد ، و[ الاحسان : ] الاخلاص فيه (٤) .
وقيل : العدل في الأفعال ، والإحسان في الأقوال ، فلا تفعل إلّا ما هو عدل ، ولا تقل إلّا ما هو إحسان (٥) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام « العدل : الانصاف ، والاحسان : التفضل » (٦) .
وعن القمي : العدل شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله رسول الله ، والاحسان : أمير المؤمنين عليهالسلام (٧) .
وعن الباقر عليهالسلام : « العدل : محمّد صلىاللهعليهوآله ، فمن أطاعه فقد عدل ، والاحسان : عليّ عليهالسلام ، فمن تولّاه فقد أحسن ، والمحسن في الجنّة » (٨) .
وعن ابن عباس : ﴿وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى﴾ يريد صلة الرّحم بالمال ، فان لم يكن فبالدعاء (٩) .
وعن النبي صلىاللهعليهوآله : « أنّ أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم ، إنّ أهل البيت ليكونون فقراء (١٠) فتمنى أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم » (١١) .
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٠ : ١٠٠.
( ٢ و٣ و٥ ) تفسير الرازي ٢٠ : ١٠١.
(٤) تفسير الرازي ٢٠ : ١٠١.
(٦) تفسير العياشي ٣ : ٢٠ / ٢٤٢٠ ، معاني الأخبار : ٢٥٧ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ١٥١.
(٧) تفسير القمي ١ : ٣٨٨ ، تفسير الصافي ٣ : ١٥١.
(٨) تفسير العياشي ٣ : ٢١ / ٢٤٢٢ ، تفسير الصافي ٣ : ١٥١.
(٩) تفسير الرازي ٢٠ : ١٠١.
(١٠) في تفسير الرازي : فجارا.
(١١) تفسير الرازي ٢٠ : ١٠١.