تسعة أشهر ، فكلّما رأت المرأة الدم في حملها من الحيض فانّها تزداد بعدد الأيام التي رأت في حملها من الدم » (١) .
عن الصادق عليهالسلام : ﴿ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى﴾ الذكر والانثى ، ﴿وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ﴾ ما كان دون تسعة وهو غيض ، ﴿وَما تَزْدادُ﴾ ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على تسعة أشهر»(٢).
وفي رواية : ﴿ما تَغِيضُ﴾ [ ما ] لم يكن حملا ، ﴿وَما تَزْدادُ﴾ الذكر والانثى جميعا » (٣).
وعن القمي : ﴿ما تَغِيضُ﴾ ما تسقط من قبل التمام ، ﴿وَما تَزْدادُ﴾ على تسعة أشهر (٤).
وقيل : ﴿ما تَغِيضُ﴾ من دم الحيض ، ﴿وَما تَزْدادُ﴾ فيه (٥) .
﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ﴾ وفي علمه وحكمه محدود ﴿بِمِقْدارٍ﴾ وحدّ مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وجوده لا يجاوزه ولا ينقص عنه ، وهو تعالى ﴿عالِمُ الْغَيْبِ﴾ ومطّلع على كلّ مستور عن الحواسّ كالضمائر وما هو في ستر العدم ﴿وَالشَّهادَةِ﴾ والحاضر عند الحواسّ ، وهو ﴿الْكَبِيرُ﴾ والعظيم الذي لا يعزب عن علمه شيء ﴿الْمُتَعالِ﴾ والمستعلي على جميع الممكنات بقدرته.
في تحقيق معنى الكبير
قيل : إنّ الكبير هو ذو الكبرياء ، وذو الكبرياء عبارة عن كامل الذات ، وهو عبارة عن كامل الوجود وكمال الوجود ، وأنّه أزل وأبد (٦) ، فإن كلّ موجود محدود بالعدم السابق واللاحق فهو ناقص ، ولذا يقال لمن طالت مدّة وجوده : إنّه كبير ، ولا يقال : إنّه عظيم ، فالكبير أعظم من العظيم ، فالدائم الأزلي الذي يستحيل عليه العدم أولى بأن يكون كبيرا ، وأيضا نقول : إنّ وجوده تعالى هو الوجود الذي يصدر منه كلّ وجود وموجود ، فان كان الذي تمّ وجوده في نفسه كاملا كبيرا ، فالذي فاض منه الوجود لجميع الموجودات أولى بأن يكون كاملا كثيرا ، وأمّا المتعال فهو المبالغة في العلى ، وهو الذي لا رتبة فوق رتبته ، فالعليّ المطلق هو الذي له الفوقية بحسب الوجوب لا بالاضافة ، وبحسب الوجود الذي يقارنة إمكان النقص (٧) .
وقيل : إنّ المتعال هو الذي تنزّه عن كلّ ما لا ينبغي ، فيدلّ على كونه تعالى قادرا على البعث الذي أنكروه ، وعلى إتيان الآيات [ التي ] اقترحوها ، وعلى العذاب الذي استعجلوه ، وإنّما يوخّره لأجل
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٣٨٠ / ٢١٨٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٥٩.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ٣٨١ / ٢١٩٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٥٩.
(٣) تفسير العياشي ٢ : ٣٨١ / ٢١٩٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٥٩.
(٤) تفسير القمي ١ : ٣٦٠ ، تفسير الصافي ٣ : ٥٩.
(٥) تفسير البيضاوي ١ : ٥٠٢.
(٦) في النسخة : أزلا وأبدا.
(٧) تفسير روح البيان ٤ : ٣٤٩.