عليكم ، إذن ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ وعن قريب تشهدون ﴿مَنْ يَأْتِيهِ﴾ من قبل الله ﴿عَذابٌ﴾ شديد ﴿يُخْزِيهِ﴾ ويذلّه فوق الذّلّ الذي يلازمه الهلاك بمطلق العذاب ﴿وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ﴾ في دعواه ، أنتم في دعوى الشّرك ، أو أنا في دعوى التّوحيد ﴿وَارْتَقِبُوا﴾ وانتظروا عاقبة أمري وأمركم ﴿إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾ ومنتظر لذلك.
عن الرضا عليهالسلام : « [ ما ] أحسن الصّبر وانتظار الفرج ! أما سمعت قول الله عزوجل : ﴿وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾(١) .
عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه كان إذا ذكر شعيبا قال : « ذاك خطيب الأنبياء » لحسن مراجعته في كلامه بين قومه (٢) .
﴿وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ
ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً
لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (٩١) و (٩٥)﴾
ثمّ حكى الله لطفه بشعيب والمؤمنين ، وغضبه على أعدائهم بقوله : ﴿وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا﴾ وعذابنا ، أو وقت أمرنا ملكا بإهلاكهم بالصّيحة ﴿نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ﴾ وفضل ﴿مِنَّا﴾ أو بإيمان وطاعة وفّقناهم لهما ﴿وَأَخَذَتِ﴾ الكافرين ﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أنفسهم بالكفر ﴿الصَّيْحَةُ﴾ السّماويّة المهلكة ﴿فَأَصْبَحُوا﴾ أو صاروا دفعة ﴿فِي دِيارِهِمْ﴾ ومساكنهم ﴿جاثِمِينَ﴾ ميّتين لا حراك لهم ﴿كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا﴾ في الدّنيا ، ولم يعيشوا ﴿فِيها﴾ أبدا ﴿أَلا﴾ يا أهل العالم ﴿بُعْداً﴾ من الرّحمة الواسعة الإلهيّة ، وهلاكا دائما ﴿لِمَدْيَنَ﴾ وأهله ﴿كَما بَعِدَتْ﴾ وهلكت ﴿ثَمُودُ﴾
عن ابن عبّاس : لم يعذّب الله تعالى امّتين بعذاب واحد ، إلّا قوم شعيب ، وقوم صالح. فأمّا قوم صالح فأخذتهم الصّيحة من تحتهم ، وأمّا قوم شعيب فأخذتهم من فوقهم (٣) .
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ
فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ
الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ
__________________
(١) كمال الدين : ٦٤٥ / ٥ ، مجمع البيان ٥ : ٢٨٨ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٧٠.
(٢) تفسير روح البيان ٤ : ١٧٩.
(٣) تفسير الرازي ١٨ : ٥١.