من أهل القبلة » (١) .
والعياشي ، عنه عليهالسلام : « مثل المغيرة بن سعيد (٢) مثل بلعم الذي اوتي الاسم الأعظم الذي [ قال الله : ]﴿آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها﴾(٣) » .
عن القمّي رحمهالله : عن الرضا عليهالسلام : « أنّه اعطي بلعم بن باعورا الاسم الأعظم ، وكان يدعو به فيستجاب له ، فمال إلى فرعون ، فلمّا مرّ فرعون في طلب موسى عليهالسلام وأصحابه قال فرعون لبلعم : ادع الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا ، فلمّا ركب حمارته ليمرّ في طلب موسى عليهالسلام فامتنعت عليه حمارته ، فأقبل يضربها فأنطقها الله عزوجل فقالت : ويلك على ما ذا تضربني ، أتريد أن أجيء معك لتدعو على نبيّ الله وقوم مؤمنين ؟ ! فلم يزل يضربها حتى قتلها ، وانسلخ الاسم الأعظم من لسانه ، وهو قوله تعالى : ﴿فَانْسَلَخَ مِنْها﴾(٤) .
وعن ابن عبّاس ، بعد أن ذكر نزول الآية في بلعم قال : كان مجاب الدّعوة وعنده اسم الله الأعظم ، وأنّه دعا على موسى عليهالسلام فاستجيب له ، ووقع موسى عليهالسلام وبنو إسرائيل في التّيه بدعائه ، فقال موسى عليهالسلام : يا رب ، بأيّ ذنب وقعنا في التّيه ؟ فقال : بدعاء بلعم ، فقال : كما سمعت دعاءه عليّ فاسمع دعائي عليه ، ثمّ دعا موسى عليه أن ينزع منه اسم الله الأعظم والإيمان ، فسلخه الله ممّا كان عليه ، ونزع منه المعرفة ، فخرجت من صدره كحمامة بيضاء (٥) .
أقول : مخالفة هذه الرّواية لكتاب الله واضحه ، حيث إنّه ناطق بأن سبب وقوع بني إسرائيل في التّيه عصيانهم أمر موسى عليهالسلام ، وعدم دخولهم بلد العمالقة.
وقيل : إنّ الآية نزلت في امّية بن أبي الصّلت ، وكان قد قرأ الكتب ، وعلم أن الله مرسل رسولا في ذلك الوقت ، ورجا أن يكون هو ، فلمّا أرسل الله محمّدا صلىاللهعليهوآله حسده ، ثمّ مات كافرا ولم يؤمن بالنبيّ ، وهو الذي قال فيه النبي صلىاللهعليهوآله : « آمن شعره ، وكفر قلبه » (٦) .
وقيل : نزلت في أبي عامر الرّاهب الذي سمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله الفاسق ، كان يترهّب في الجاهليّة ، فلمّا جاء الإسلام خرج إلى الشام ، وأمر المنافقين باتّخاذ مسجد ضرار ، [ وأتى قيصر ] واستنجده على
__________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٧٦٩ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٥٣.
(٢) المغيرة بن سعيد : خبيث ملعون ، كان يكذب على الإمام الباقر عليهالسلام ، فلعنه الإمام الصادق عليهالسلام ، وأذاقه الله حرّ الحديد ، قتله خالد بن يزيد القسري ، والقصة مذكورة في مستدركات علم الرجال ٧ : ٤٧٠ / ١٥١٢٢ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ٤٢٦.
(٣) تفسير العياشي ٢ : ١٧٦ / ١٦٦١ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٥٣.
(٤) تفسير القمي ١ : ٢٤٨ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٥٣.
(٥) تفسير الرازي ١٥ : ٥٤.
(٦) تفسير الرازي ١٥ : ٥٤.