التنّور ؟ قال : « نعم ، إنّ الله أحبّ أن يري قوم نوح آية » (١) .
وعنه عليهالسلام : « جاءت امرأة نوح إليه ، وهو يعمل السّفينة ، فقالت له : إن التنّور قد خرج منه ماء ، فقام إليه مسرعا حتّى جعل الطّبق عليه ، فختمه بخاتمه فقام الماء (٢) ، فلمّا فرغ من السّفينة جاء إلى خاتمه ، ففضّه وكشف الطّبق ففار الماء » (٣) .
في بيان ركوب نوح في السفينة وحمل الحيوانات فيها
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « أنّ نوحا لمّا فرغ من السّفينة ، وكان ميعاده فيهما بينه وبين ربّه في إهلاك قومه أن يفور التنّور ، ففار فقالت امرأته : إنّ التنّور قد فار ، فقام إليه فختمه ، فقام الماء » . الخبر (٤) .
ثمّ ﴿قُلْنَا﴾ لنوح : ﴿احْمِلْ فِيها﴾ معك ﴿مِنْ كُلٍ﴾ من أنواع الحيوان التي لا بدّ من وجودها في الأرض ﴿زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ الذّكر والانثى ، لئلّا ينقرض نسلها.
روي أنّ نوحا عليهالسلام قال : يا ربّ ، كيف أحمل من كلّ زوجين اثنين ؟ فحشر الله إليه السّباع والطّير ، فجعل يضرب يديه في كلّ جنس ، فيقع الذّكر في يده اليمنى والانثى في اليسرى ، فيجعلها في السّفينة (٥) .
وقيل : لم يحمل فيها إلّا ما يلد ويبيض ، دون ما يتولّد من التراب كالحشرات (٦) .
وقيل : أوّل ما حمله الذرة (٧) ، وآخر ما حمله الحمار ، فلمّا دخل صدره تعلّق إبليس بذنبه فلم تستقلّ رجلاه ، فجعل نوح عليهالسلام يقول : ويحك ادخل ، فينهض فلا يستطيع ، حتّى قال نوح عليهالسلام ادخل والشّيطان معك ، فلمّا قال نوح عليهالسلام ذلك خلّى الشّيطان سبيله ، فدخل ودخل الشّيطان معه ، فقال نوح عليهالسلام : ما أدخلك يا عدوّ الله ؟ قال : ألم تقل : ادخل والشّيطان معك ؟ قال : اخرج عنّي يا عدوّ الله. قال : مالك بدّ من أن تحملني معك (٨) .
ونقل أنّه عليهالسلام قال للحمار : ادخل يا ملعون ، فدخل الحمار [ السفينة ] ودخل معه إبليس ، فلمّا كان بعد ذلك رأى نوح إبليس في السّفينة ، فقال له : دخلت السّفينة بغير أمري ؟ فقال إبليس : ما دخلت إلّا بأمرك ، فقال له : أنا ما أمرتك ، فقال : أمرتني حين قلت للحمار : ادخل يا ملعون ، ولم يكن ثمّة ملعون
__________________
(١) الكافي ٨ : ٢٨١ / ٤٢١ ، مجمع البيان ٥ : ٢٤٧ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٣.
(٢) قام الماء : إذا ثبت لا يجد منفذا.
(٣) تفسير العياشي : ٢ : ٣٠٧ / ٢٠٠٨ ، الكافي ٨ : ٢٨٢ / ٤٢٣ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٣.
(٤) الكافي ٨ : ٢٨١ / ٤٢٢ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٣.
(٥ و٦) . تفسير روح البيان ٤ : ١٢٦.
(٧) الذرّ : صغار النّمل.
(٨) تفسير روح البيان ٤ : ١٢٦.