إنّ المفسّرين في الحقبة الصفوية لم تكن لديهم تلك الرغبة التي تحثُّهم على مراجعة تفاسير أهل السنّة ، وعلى العموم فإنّهم كانوا يخالفون نقل آراء وأقوال الصحابة والتابعين ، ونادراً ما كانوا ينقلون عنهم بعض الروايات الواردة في خصوص فضائل أهل البيت عليهمالسلام دون غيرها.
أمّا في الحقبة المعاصرة فإنّ الإسرائيليّات هي أكثر الروايات نقضاً في تفاسير هذه الحقبة ، ولم تكن لدى المفسّرين المعاصرين أي حساسية اتجاه تفاسير أهل السنّة سواء الروائية منها أو غير الروائية ، وقد تعرّض للنقد من قبل مفسّري الشيعة المعاصرين كلّ من الطبري وابن كثير وذلك لنقلهم الإسرائيليّات ، ولا يخفى أنّ هذا الأمر قد شاع في الحقبة المعاصرة بين مفسّري أهل السنّة أيضاً وذلك من عهد محمّد عبده وحتّى يومنا هذا(١).
ومن الخصائص المشتركة في أغلب تفاسير الشيعة والسنّة في الحقبة المعاصرة من القرن الأخير هو أنّ هؤلاء المفسّرين كانوا يرجعون إلى النصّ العربي لكتاب العهدين أو الرجوع مباشرة إلى الكتاب المقدّس الموجود عند المسيحيّين واليهود وينقلون منه ما يحتاجون إليه في تأييد أمر في القرآن أو للنقد والردّ على اليهود والنصارى من باب ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم ، فإنّه لا يوجد مفسّر شيعيّ تقريباً قبل الحقبة المعاصرة قام بمراجعة الكتاب
__________________
(١) إنّ ما يلفت النظر هو ما أورده محمّد حسين الذهبي على تفسير مجمع البيان لنقله بعض الإسرائيليّات (التفسير والمفسّرون ٢/١٣٩) لكنّه غضّ النظر عن الكثير من التفاسير النقلية السنّية القديمة مثل الطبري وابن أبي حاتم الرازي المليئة بمثل هذه الروايات.