والاستظهار.
٢ ـ عهد أبي بكر فقد كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتّب الآيات أيضاً ، مقتصراً فيه على ما لم تنسخ تلاوته مستوثقاً له بالتواتر والإجماع ، وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة مجموعاً مرتّباً خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفّاظه.
٣ ـ عهد عثمان فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام ، واستنساخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية ...(١).
أمّا النصّ السادس : ففيه مضافاً إلى اضطراب عثمان في كلامه ، فأبيّ ابن كعب ومعاذ بن جبل وعبدالله بن مسعود إمّا أنّهم كانوا قد سمعوا قراءة رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو لا؟ فإن كانوا قد سمعوا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعرضوا قراءتهم عليه وصحّحها فلا معنى(صلى الله عليه وآله) لقوله : «إنّما قُبض نبيّكم منذ خمس عشرة سنة وقد اختلفتم في القرآن ...» لأنّ بعد التأكّد من إقراء رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا معنى لقوله : «عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله لما أتاني به ، فجعل الرجل يأتيه باللّوح والكتف والعسب فيه الكتاب ...».
فإن قيل بأنّهم لم يسمعوا القرآن من رسول الله ، فهذا باطل تردّه النصوص الكثيرة الموجودة في كتب الفريقين ، لأنّ أُبيّ بن كعب ومعاذ بن
__________________
(١) مناهل العرفان ١/١٨٣ وانظر الاتقان ١/١٦٧ / الرقم ٧٧٦ ـ ٧٧٨ ، النوع الثامن عشر.