بمرفوعة إلى النبيّ ،
وعلى فرض رفعها فهي معارضة للأدلّة القاطعة المتوافرة في تواتر القرآن وسلامته من التغيير
والزيادة والنقصان ، ومعارض القاطع ساقطٌ مهما كانت قيمة سنده في خبر الواحد».
لكن
نقول : إذا كانت تلك الأمور التي لم تكتب هي تفسير
للقرآن وليست بقرآن فلماذا هم يعدّونها قرآنا في الأخبار ، فيقول الخبر : (فلمّا جمع
أبوبكر وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحد بعدهم ...) إلى أن يقول : (فجمعوه في الصحف
في خلافة أبي بكر خشية أن يُقتل رجال من المسلمين في المواطن ، معهم كثير من القرآن
، فيذهبوا بما معهم من القرآن ، فلا يوجد عند أحد بعدهم ...)
إنّهم يعدّون الضائع قرآنا ، وبكلامهم هذا
يمهّدون لطرح شبهة على القرآن والقول بأنّ القرآن الحالي لا يتضمّن جميع ما أنزل وما
كان مسطوراً في اللوح المحفوظ.
وفي
النصّ الخامس : تأكيد على كون الجمع
جمع كتابة إذ فيه : (فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتّى جُمع من ذلك
أكثره) لا جميعه! ثمّ يستمرّ الراوي بالقول :
(ثمّ دخل عثمان فدعاهم رجلاً رجلاً فناشدهم
: لسمعتَ رسول الله وهو أملاه عليك؟ فيقول : نعم ، فلمّا فرغ من ذلك عثمان قال : من
أكتب
__________________