فتنازعوا ساعة ، وكان ابن مسعود بين حذيفة وأبي موسى فدفعاه حتّى تقدّم فصلّى بهم»(١).
أمّا النصّ الثالث : فهو يشبه النصّ الثاني إلاّ أنّ فيه اسم أُبيّ بن كعب والذي توفّي في سنة ٢٤ على المشهور ، أي قبل تدوين المصاحف الذي كان في حدود سنة ٣٠ للهجرة.
كما فيه أنّ عثمان جمع إثني عشر رجلاً من قريش والأنصار ، في حين أنّ العدد الذي أناط بهم هذه المهمة في غالب المصادر هم أربعة لا إثنا عشر.
وفي النصّ أيضاً بأنّ محمّد بن سيرين احتمل أن يكون سبب تأخيرهم في تثبيت الآيات هو وقوفهم على الذين حضروا العرضة الأخيرة من الصحابة ، في حين ترى أنّ هذا الاحتمال صار أمر يقينيّاً يعتمد في الاستدلال لزيد بن ثابت ، ولو راجعت كتب القراءات لرأيت وجود قراءات تخالف قراءة زيد ، وهي توكّد بأنّ قراءة زيد لم تكن طبقاً للعرضة الأخيرة ، وذلك لعدم أخذهم بها.
فابن مسعود مثلا كان يرى نفسه هو الأولى أن يسند إليه جمع القرآن لأنّه حضر العرضة الأخيرة ، ولا يصحّ ما قاله الزرقاني : «بأنّ اعتراض ابن مسعود كان منصبّاً على طريقة تأليف لجنة الجمع لا على صحّة نفس الجمع.
مع أنّ كلمة ابن مسعود السالفة لا تدلّ على أكثر من أنّه كان يكبر زيداً
__________________
(١) المصاحف للسجستاني ١/٢٤٠ / رقم ١١٧.