الأُصول من أمثال صاحب الضوابط ، والشيخ مرتضى الأنصاري صاحب الرسائل وغيرهم ، ولهذا يمكن نسبة النتاج العلمي للشيخ الأنصاري في علم الأُصول والفقه إلى مدرسة كربلاء باعتباره من تلامذة شريف العلماء المازندراني.
وقد ذكرنا سابقاً أنّ شريف العلماء المازندراني كان له أُسلوبه الخاصّ في التعليم والتدريس والتربية فكان له درس مع المبتدئين ، ودرس آخر للمنتهين ، وقد حرص على تفهيم طلاّبه بأساليب راقية ... وكان يرفع طلاّبه إلى أوج الاجتهاد بمدّة قصيرة لغزارة علمه وحسن تفهيمه ، .. وكان لا يفتر عن التدريس والمذاكرة ليلاً ونهاراً ... ولذلك قلّ نتاجه العلمي ولم يمكن له في عالم التأليف ما يتناسب وعظيم مكانته ، كما أنّه لم يخرج ما كتبه إلى البياض(١).
ويذكر السيّد الصدر في ترجمته : «إنّ شريف العلماء كان من تلامذة السيّد صدر الدين ، وكان السيّد يمنعه من كثرة التعمّق في أُصول الفقه ، ويأمره بالتعمّق في الفقه»(٢).
مهما يكن من أمر فإن مدرسة كربلاء قد خلّفت لنا تراثاً علميّاً في علمي الفقه والأُصول لا زال مورد عناية طلاّب العلم.
__________________
(١) المرجع نفسه : ٢ / ٦٢٠.
(٢) تكملة أمل الآمل : ٢٣٨.