سوق التجّار الكبير محجّاً يرتاده العلماء والأُدباء ومنهلاً عذباً يرتوي من نميره أهل الفضل ..»(١).
وجاء في ترجمة السيّد ميرهادي الخراساني المتوفّى سنة (١٣٦٨ هـ) وهو من علماء كربلاء أيضاً ما نصّه : «أدركت أواخر أيّامه ، وكانت داره منتجعاً لطلاّب العلم وروّاد الفضيلة ..»(٢). وهكذا تجد الكثير من هذه البيوت العلمية والتي كانت مناراً ومحجّة لطلاّب العلم.
يضاف إلى بيوت العلماء ما تعارف بـ : (دواوين العلماء) والتي كانت ملتقى للعلماء والأُدباء والشعراء وقد عرف منها : ديوان آل الرشتي ، وديوان الميرزا محمّد تقي الحائري ، وديوان آل الشهرستاني والذي أسّسه العلاّمة الكبير السيّد ميرزا مهدي الموسوي الشهرستاني ، وكان مجلسه مقرّاً للعلماء والأُدباء ورجال الدين(٣).
٢ ـ الروضتان الحسينية والعباسية والجوامع والحسينيّات :
لقد شهدت أُروقة الروضتين الحسينية والعبّاسية بالإضافة إلى الجوامع والزوايا الدينيّة والحسينيّات حضوراً مكثّفاً لطلاّب العلم والمعرفة ، واتّخذ بعض الأساتذة من غرف وأواوين الحرم الحسيني والعبّاسي مَدرساً لهم ، وملتقى لطلاّبهم ومريديهم ، واشتهر بعض أُولئك العلماء بهذا الأمر ، فقد جاء
__________________
(١) تراث كربلاء : ٢٩٠ ، أعيان الشيعة : ١٣ / ٤٣٨ ـ ٤٣٩.
(٢) المرجع نفسه : ٢٩٤.
(٣) المرجع نفسه : ٣١٩.