توضيحها والوقوف على أجوبتها ، لأنّها تعينه على معرفة خلفيّات الأُمور بصورة أكثر عقلانية وأقرب إلى الواقعية.
منها : لماذا أبو بكر وعمر لا يرتضيان الأخذ بقول النبيّ وفعله وتقريره ، هل لكونه(صلى الله عليه وآله) داعياً إلى إتّباع عترته؟ وهل الدعوة إلى العترة بدعة!!
أجل إنّ عمر بن الخطّاب وأبا بكر كانا يتعاملان مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) كإنسان عادي يصيب ويخطىء ، فتراهما يرفعان صوتهما فوق صوت النبيّ(صلى الله عليه وآله)(١).
وقد أخذ عمر بن الخطّاب بثوب رسول الله(صلى الله عليه وآله) لمّا أراد الصلاة على المنافق(٢).
ونهى الصحابة الجالسين عند الرسول(صلى الله عليه وآله) من أن يأتوه بكتف ودواة ، معلّلاً بأنّ الرجل ليهجر(٣) والعياذ بالله ، ومعناه : أنّهم كانوا لا يعرفون مكانة رسول الله(صلى الله عليه وآله) المميّزة عند ربّ العالمين ، أو كانوا لا يريدون أن يمنحوه ويعطوه(صلى الله عليه وآله) ما أعطاه الله ، أي أنّهم كانوا يحاولون أن يجرّدوه(صلى الله عليه وآله) من عظمة الرسالة ويجعلوه مبلّغاً وموصلا للأمانةِ بحيث لا تكون لشخصه الكريم مدخلية في ذلك.
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ / ١٨٣٣ باب لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ، فتح الباري ٨ / ٥٩٠ ، تفسير القرطبي ١٦ / ٣٠٣ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٢٠٦ ، تفسير الطبري ٢٦ / ١١٧ ـ ١١٩.
(٢) صحيح البخاري ٤ / ١٧١٥ ح ٤٣٩٣ ، ٤ / ١٨٦٥ ح ٢٤٠٠.
(٣) المنتقى من منهاج الاعتدال ١ / ٣٤٧.