وقوله لرسول الله(صلى الله عليه وآله) : «إنّ أهل الكتاب يحدّثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا ، وقد هممنا أن نكتبها.
فقال(صلى الله عليه وآله) : يابن الخطّاب امتهوّكون أنتم كما تهوّكت اليهود والنصارى ، أما والذي نفس محمّد بيده فقد جئتكم بها بيضاء نقية ...»(١).
وهل عمر بن الخطّاب كان يخاف من أن تتأثّر أمّة محمّد بتعاليم أهل الكتاب ، أم كان يخاف في استخلاف العترة؟
أوليس في جملة عمر الآنفة «حسبنا كتاب الله» ، ونهي أبي بكر من التحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) والاكتفاء بالقرآن دون السنّة وقوله : «بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه»(٢) ، فيه تعريض بالنبيّ(صلى الله عليه وآله) وعدم الاحترام لسنّته ، على أنّ الله سبحانه وتعالى كان قد ألزم المؤمنين في لزوم اتّباعه وعدم التخطّي عن أوامره لقوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلاَ مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)(٣) وقوله تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنَا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٤).
فهنا تساؤلات كثيرة تراود ذهن الباحث في أمور الشريعة يجب
__________________
(١) انظر مسند أحمد ٣ / ٣٨٧ ح ١٥١٩٥ ، مجمع الزوائد ١ / ١٧٤ ، ٨ / ٢٦٢.
(٢) تذكرة الحفاظ ١ / ٢ ـ ٣ ، حجّيّة السنة : ٣٩٤.
(٣) الأحزاب : ٣٦.
(٤) النور : ٥١.