منهم » (١) .
وعن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عنها فقال : « مستقرّ في الرّحم ، ومستودع في الصّلب ، وقد يكون مستودع الإيمان ثمّ ينزع منه ، ولقد مشى الزّبير في ضوء الإيمان ونوره حين قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى مشى بالسّيف وهو يقول : لا نبايع إلّا عليّا » (٢) .
وفي رواية قال : « المستقرّ الثّابت ، والمستودع المعار » (٣) .
وعن الكاظم عليهالسلام ، في هذه الآية : « ما كان من الإيمان المستقرّ فمستقرّ إلى يوم القيامة وأبدا ، وما كان مستودعا سلبه الله قبل الممات » (٤) .
وفي ( الكافي ) : عنه عليهالسلام : « أنّ الله خلق النّبيّين على النّبوّة فلا يكونون إلّا أنبياء ، وخلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلّا مؤمنين ، وأعار قوما إيمانا ، فإن شاء تمّمه لهم ، وإن شاء سلبهم إيّاه » قال : « وفيهم جرت ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾
وقال : « إنّ فلانا كان مستودعا إيمانه ، فلمّا كذّب علينا سلب إيمانه ذلك » (٥) .
وقيل : إنّ المستقرّ حال الإنسان بعد الموت ، فإنّ السّعادة والشّقاوة تبقى بعد الموت أبدا ، والمستودع حاله قبل الموت ، فإنّه يتبدّل ، فقد يكون الكافر مؤمنا ، والمؤمن قد يكون زنديقا ، فلكون حالاته في شرف الزّوال شبّهت بالوديعة.
وعلى أيّ تقدير ، فإنّ اختلاف الحالات مع اشتراك جميع أفراد الإنسان في الجسميّة ولوازمها ، دالّ على أنّه بإرادة القادر المختار الحكيم (٦) .
ثمّ أظهر سبحانه على النّاس بتوضيح دلائل توحيده بقوله : ﴿قَدْ فَصَّلْنَا﴾ وشرحنا ﴿الْآياتِ﴾ وأدلّة التّوحيد ﴿لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾ ويفهمون دقائق الأمور. وإنّما ذكر في الآية السّابقة ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ وفي هذه الآية ﴿لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾ لأن دلالة النّجوم ومنافعها على قدرته تعالى وحكمته أوضح من دلالة إيجاد نفوس كثيرة من نفس واحدة واختلاف حالاتها ، فإنّها محتاجة إلى التّأمّل والدقّة.
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ١١١ / ١٤٦٤ ، تفسير الصافي ٢ : ١٤٢.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ١١١ / ١٤٦٦ ، تفسير الصافي ٢ : ١٤٢.
(٣) تفسير العياشي ٢ : ١١٣ / ١٤٧٠ ، تفسير الصافي ٢ : ١٤٢.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ١١١ / ١٤٦٧ ، تفسير الصافي ٢ : ١٤٢.
(٥) الكافي ٢ : ٣٠٦ / ٤ ، تفسير الصافي ٢ : ١٤٣.
(٦) تفسير الرازي ١٣ : ١٠٣.