بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السّماء » .
وعن الباقر عليهالسلام ، في رواية : « أنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر
سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصّادقين ، وفريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن
المذاهب ، وتحلّ المكاسب ، وتردّ المظالم ، وتعمّر الأرض ، وينتصف من الأعداء ،
ويستقيم الأمر ، فأنكروا بقلوبكم ، والفظوا بألسنتكم ، وصكّوا بها جباههم ، ولا
تخافوا في الله لومة لائم ، فإن اتّعظوا ، وإلى الحقّ رجعوا ، فلا سبيل عليهم ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ
عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ
الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ هنالك فجاهدوهم بأبدانكم ، وابغضوهم بقلوبكم ، غير
طالبين سلطانا ، ولا باغين مالا ، ولا مريدين بالظّلم ظفرا ، حتّى يفيئوا إلى أمر
الله ويمضوا على طاعته » .
قال أبو جعفر عليهالسلام : « وأوحى الله إلى شعيب النبيّ : إنّي معذّب من قومك
مائة ألف ، أربعين ألفا من شرارهم ، وستّين ألفا من خيارهم ، فقال : يا ربّ هؤلاء
الأشرار ، فما بال الأخيار ؟ فأوحى الله عزوجل إليه : إنّهم داهنوا أهل المعاصي ، ولم يغضبوا لغضبي » .
عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، أواجب
على الأمّة جميعا ؟ فقال : « لا » ، فقيل : ولم ؟ قال : « إنّما هو على القويّ ،
المطاع ، العالم بالمعروف من المنكر ، لا على الضّعفة الّذين لا يهتدون سبيلا إلى
أيّ من أيّ - يعني إلى الحقّ من الباطل - والدّليل على ذلك كتاب الله : ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ
أُمَّةٌ﴾ - إلى أن قال - : فهذا خاصّ غير عامّ » الخبر.
وعنه عليهالسلام أنّه سئل عن الحديث الذي جاء عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « إنّ أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر » ما معناه
؟ قال : « هذا على أن يأمره بعد معرفته ، وهو مع ذلك يقبل منه » .
وعنه عليهالسلام : « إنّما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر [ مؤمن ]
فيتّعظ ، أو جاهل فيتعلّم ، فأمّا صاحب سيف وسوط فلا » .
وفي ( نهج
البلاغة ) قال عليهالسلام : « وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه ، فإنّما امرتم
بالنّهي بعد التّناهي».
وقال : « لعن
الله الآمرين بالمعروف والتّاركين [ له ، النّاهين ] عن المنكر العاملين به » .
__________________