الآية » (١) .
وعنهما عليهماالسلام : « من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله ، ممّن له سوط أو عصا ؛ فهو كافر بما أنزل الله على محمّد » (٢) .
﴿وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ
بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ
يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٤٥)﴾
ثمّ أخبر الله بما في التّوراة من حكم القصاص والمساواة فيه بين الوضيع والشريف بقوله : ﴿وَكَتَبْنا﴾ وأثبتنا ﴿عَلَيْهِمْ فِيها﴾ بالصّراحة ﴿أَنَّ النَّفْسَ﴾ القاتلة تقاد ﴿بِالنَّفْسِ﴾ المقتولة بغير حقّ مطلقا ، من غير فرق بين الوضيع والشّريف ، والقويّ والضّعيف ، والصّغير والكبير ، ﴿وَالْعَيْنَ﴾ تفقأ ﴿بِالْعَيْنِ﴾ إذا فقئت بغير حقّ ﴿وَالْأَنْفَ﴾ يجذم ﴿بِالْأَنْفِ﴾ إذا جذم بغير حقّ ، ﴿وَالْأُذُنَ﴾ تقطع ﴿بِالْأُذُنِ﴾ المقطوعة بغير حقّ ، ﴿وَالسِّنَ﴾ تقلع ﴿بِالسِّنِ﴾ المقلوعة بغير حقّ ، ﴿وَ﴾ كذا ﴿الْجُرُوحَ﴾ كلّها إذا عرف حدّ فيها ﴿قِصاصٌ﴾ معيّن ، ومجازاة بالمثل إذا أمكنت المساواة ، وأمّا إذا لم يمكن المساواة والقصاص بالمثل غالبا ؛ كالجائفة ونحوها ، ففيها الدية أو الحكومة.
ثمّ حثّ سبحانه المجنيّ عليه بالعفو عن القصاص بقوله : ﴿فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ﴾ على الجاني ، وعفا عنه القصاص ﴿فَهُوَ كَفَّارَةٌ﴾ وماحية للذّنوب ﴿لَهُ﴾ .
في الحديث : « من اصيب بشيء من جسده فتركه لله ، كان كفّارة له » (٣) .
وروي أنّه « ثلاث من جاء بهنّ يوم القيامة مع الإيمان دخل الجنّة من أيّ أبواب الجنّة شاء ، وتزوّج من الحور العين حيث شاء : من عفا عن قاتله ، ومن قرأ دبر كلّ صلاة مكتوبة : ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ أحد عشر مرّات (٤) ، و[ من ] أدّى دينا خفيا » (٥) .
وقيل : إنّ ضمير ( له ) راجع إلى الجاني ، والمراد : أنّه إذا عفا المجنيّ عليه عن الجاني فعفوه كفّارة لذنب الجاني ، فلا يؤخذ به في الآخرة ، كما أنّ القصاص كفّارة ، وأمّا أجر العافي فعلى الله (٦) .
ثمّ أنّه تعالى بعد بيان حكم القصاص واستحباب العفو ، هدّد على مخالفة أحكامه بقوله : ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ﴾ من حكم القصاص وغيره ﴿فَأُولئِكَ﴾ المخالفون ﴿هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ على
__________________
(١) الكافي ٧ : ٤٠٨ / ٣ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٩.
(٢) الكافي ٧ : ٤٠٧ / ١ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٩.
(٣) تفسير روح البيان ٢ : ٣٩٨.
(٤) كذا في النسخة وتفسير روح البيان.
(٥ و٦) . تفسير روح البيان ٢ : ٣٩٨.