عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « من أمر بمعروف ، أو نهى عن منكر ، أو دلّ على خير ، أو أشار به ، فهو شريك » (١) .
﴿وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
حَسِيباً (٨٦)﴾
في وجوب ردّ السّلام والتحية
ثمّ أنّه تعالى بعد الأمر بجهاد الكفّار والشّدّة عليهم ، أمر بمسالمتهم إذا سلّموا ، أو بردّ تحيّتهم ، بقوله : ﴿وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ﴾ واكرمتم بنوع من الأكرام - [ عن ] القمّي : السّلام وغيره من البرّ (٢) - [ سواء ] كان المحيّي مسلما أو كافرا ﴿فَحَيُّوا﴾ المحيّي وقابلوا تحيّته ﴿بِأَحْسَنَ مِنْها﴾ كأن تقولوا في جواب من قال : سلام عليكم ؛ عليكم السّلام ، أو مع زيادة : ورحمة الله وبركاته ، لوضوح أنّ تحيّة الإسلام السّلام ﴿أَوْ رُدُّوها﴾ بأن تقولوا في جوابه : سلام عليكم.
في بيان كيفية الردّ بالأحسن
عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « إذا عطس أحدكم [ فسمّتوه ] قولوا : يرحمكم (٣) الله ، ويقول هو : يغفر الله لكم ويرحمكم ، قال الله تعالى : ﴿وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ﴾ الآية » (٤) .
في ( المناقب ) : جاءت جارية للحسن بطاقة ريحان ، فقال لها : « أنت حرّة لوجه الله » فقيل له في ذلك ، فقال : « أدّبنا الله تعالى فقال : ﴿وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ﴾ الآية ، وكان أحسن منها إعتاقها» (٥).
عن الباقر عليهالسلام : « مرّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه بقوم ، فسلّم عليهم فقالوا : عليك السّلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فقال أمير المؤمنين : لا تجاوزوا بنا ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم عليهالسلام ؛ إنّما قالوا : ﴿رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾(٦) .
وروي أنّ رجلا قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : السّلام عليك ، فقال : « وعليك السّلام ورحمة الله » ، وقال آخر : السّلام عليك ورحمة الله ، فقال : « وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته » ، وقال آخر : السّلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فقال : « وعليك » ، فقال الرّجل نقصتني ، فأين ما قال الله - وتلا هذه الآية - فقال : « إنّك لم تترك لي فضلا ، فرددت عليك مثله » (٧) .
عن الصادق عليهالسلام : « من قال السّلام عليكم ، فهي عشر حسنات ، ومن قال : السّلام عليكم ورحمة
__________________
(١) الخصال : ١٣٨ / ١٥٦.
(٢) تفسير القمي ١ : ١٤٥.
(٣) في الخصال : يرحمك.
(٤) الخصال : ٦٣٣.
(٥) مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ١٨.
(٦) الكافي ٢ : ٤٧٢ / ١٣ ، والآية من سورة هود : ١١ / ٧٣.
(٧) مجمع البيان ٣ : ١٣١ ، تفسير البيضاوي ١ : ٢٢٨ ، تفسير أبي السعود ٢ : ٢١١.