في الركوع بعد ما سجد فليمض ، وان شك في السجود بعد ما قام فليمض ، كل شيء شك فيه ، وقد جاوزه ودخل في غيره فليمض عليه .. كل ما شككت فيه مما قد مضى فأمضه كما هو .. إذا شككت في الوضوء وقد دخلت في غيره فشكك ليس بشيء ، انما الشك في شيء لم تجزه .. كل ما مضى من صلاتك وطهورك فذكرته تذكرا فأمضه كما هو .. وعن رجل شك في الوضوء بعد ما فرغ منه قال الإمام : هو حين يتوضأ أذكر منه حين يشك».
وبعد أن اتفق علماؤنا على العمل بهذه الأخبار اختلفوا : هل يستفاد منها قاعدة واحدة أو قاعدتان؟ وأيضا اختلفوا حول المراد من بعض محتوياتها ومفرداتها كلفظ الشيء ، والمحل ، والدخول بالغير ، وكلمة الشك ونحو ذلك مما نشير اليه فيما يلي :
قاعدة أو قاعدتان؟
هل يستفاد من أخبار هذا الباب قاعدة واحدة تسمى باسم مركب من الفراغ والتجاوز ، أو قاعدتان تستقل كل منهما عن الثانية معنى ومبنى إحداهما تسمى قاعدة الفراغ ، والثانية قاعدة التجاوز؟.
الجواب :
لا بد أولا وقبل كل شيء من النظر إلى موارد الأخبار وتتبعها بالكامل ، وهي لا تخلو من أحد فروض ثلاثة :
١ ـ أن تكون جميع مواردها من نوع واحد كالشك في أصل وجود الشيء من حيث هو لا في صحة الشيء المفروض وجوده بالفعل ، وعليه يكون المستفاد من الأخبار قاعدة واحدة هي قاعدة التجاوز عن المحل.
٢ ـ أن تكون جميع الموارد أيضا على نسق واحد ، ولكن الشك تعلق بصحة الشيء الموجود بالفعل لا بأصل وجوده من حيث هو ، وعليه يكون المستفاد منها أيضا قاعدة واحدة هي قاعدة الفراغ.
٣ ـ أن تكون موارد الأخبار من النوعين لا من نوع واحد ، بعضها مورده الشك في أصل الوجود ، وبعضها الآخر في صحة الشيء الموجود ، فيكون المستفاد من الأخبار قاعدتان : الاولى قاعدة الفراغ ، والثانية قاعدة التجاوز.